يا أخوان التفكير بهذا النحو سيأخذنا إلى مصارعة حرة ، مفتوحة على خطايا المذاهب وترسانتها الكلامية فالأولى أن نفكر بطريقة أخرى ، نحاول فيها أن نمارس دور المتفرج لا اللاعب حتى نتحرر من أفكارنا ومواقفنا المسبقة , تعالوا إلى المدرجات لنرى كيف تلعب الاديان والمذاهب في الساحة ، وسنكتشف سويا المؤتلف والمختلف في خطط اللعب ، وهناك فقط سنملك القدرة على وصف أداء هذا وذاك ، حتّى لا نركض في ملعب القياسات الخاطئة ، ونسقط في إغراءات الاصطفاف لهذا الطرف أو ذاك.
هناك سياج فكري يؤطر الذهن ، ومثله عندي ، وعند الآخرين ، وواجبنا أن نتدرب على التفكير من خارج السياج ، لنرى الأشياء كما هي وليس كما نحب ان نراها .
الحوار هكذا لن يخرج بنتيجة ولا فائدة , لكن الصورة التي أتمناها لي كسني و لأخواني الشيعة أن نتحرر نحنُ و هم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , أتالم كثيرا عندما أرى صوراً لمخلوقات أدميه خلقها الله سبحانه من جملة ما خلق , تُعظَم و تُقدَس و تُزكَى , مع أن الله طلب منا ألاّ نزكي أحدا من خلقه .
أتالم كثيرا عندما أرى القادة العرب , يعاملون معاملة الإله , و يذوب كل العمل الجماعي , و الجهود المبذولة من ألوف البشر في عمامته أو لحيته ! نحن دائما نؤمن بفكرة البطل الأوحد , و صلاح الدين القادم عبر الظلام , و الهادي المنتظر والذي به و به فقط , سيعم الرخاء والعدل أرجاء العالمين !
متى سوف نكسر هذه القيود....؟؟؟
متى سوف نحرر أنفسنا من هذه التبعية المقيته , من هذه العبودية للعباد....؟؟؟؟ من أولئك الوسطاء بيننا وبين رب العباد....؟؟؟؟
فقط هذا ما و ددت قوله ولا أرغب في التطرق إلى الفوارق ولا إلى المعتقدات , خلافاتنا الشكليّة لا تهمني من قريب ولا بعيد , ما يهمني هو ألا نكون عبيدا لعبيد بل أن نكون عبيدا لرب العبيد ..
|