بسم الله الرحمن الرحيم
------------------------------------
قال الطبري رحمه الله"
يقول تعالى ذكره: النار ذات الوقود، إذ هؤلاء الكفار من أصحاب الأخدود عليها، يعني على النار، فقال عليها، والمعنى أنهم قعود على حافة الأخدود، فقيل: على النار، والمعنى: لشفير الأخدود، لمعرفة السامعين معناه: وكان قتادة يقول في ذلك
:# عن قتادة، قوله: { النَّارِ ذَاتِ الوَقُودِ إذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ } يعني بذلك المؤمنين.وهذا التأويل الذي تأوّله قتادة على مذهب من قال: قُتل أصحاب الأخدود من أهل الإيمان. وقد دللنا على أن الصواب من تأويل ذلك غير هذا القول الذي وجه تأويله قتادة قبل.
---------------------------------------
قال الطبري رحمه الله"
وقوله: { وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بالمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } يعني: حضور. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
------------------------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله"
وقوله: { وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إلاَّ أنْ يُؤْمِنُوا بالله العَزِيزِ الْحَمِيدِ } يقول تعالى ذكره: وما وجد هؤلاء الكفار الذين فتنوا المؤمنين على المؤمنين والمؤمنات بالنار في شيء، ولا فعلوا بهم ما فعلوا بسبب إلاَّ من أجل أنهم آمنوا بالله، وقال: إلاَّ أن يؤمنوا بالله، لأن المعنى إلاَّ إيمانهم بالله، فلذلك حسن في موضعه يؤمنوا، إذ كان الإيمان لهم صفة. { الْعَزِيزِ } يقول: الشديد في انتقامه ممن انتقم منه { الْحَمِيدِ } يقول: المحمود بإحسانه إلى خلقه.
----------------------------
ثمّ قال "
يقول تعالى ذكره: الذي له سلطان السموات السبع والأرضين وما فيهنّ { وَاللّهُ عَلى كُلِّ شَيْء شَهِيدٌ } يقول تعالى ذكره: والله على فعل هؤلاء الكفار من أصحاب الأخدود بالمؤمنين الذين فتنوهم شاهد، وعلى غير ذلك من أفعالهم وأفعال جميع خلقه، وهو مجازيهم جزاءهم.
------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله"
وقوله: { إنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ } يقول: إن الذين ابتلوا المؤمنين والمؤمنات بالله بتعذيبهم، وإحراقهم بالنار.
---------------------------------
قال الطبري رحمه الله"
وقوله: { ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا } يقول: ثم لم يتوبوا من كفرهم وفعلهم، الذي فعلوا بالمؤمنين والمؤمنات من أجل إيمانهم بالله { فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ } في الآخرة { ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } في الدنيا، كما:حدثت عن عمار، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع { فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّم } فِي الآخِرَةِ، { ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } في الدنيا.
---------------------------
قال الطبري رحمه الله"
يقول تعالى ذكره: إن الذين أقرّوا بتوحيد الله، وهم هؤلاء القوم الذين حرّقهم أصحاب الأخدود وغيرهم من سائر أهل التوحيد { وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ } يقول: وعملوا بطاعة الله، وأْتَمروا لأمره، وانتهَوا عما نهاهم عنه { لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهارُ } يقول: لهم في الآخرة عند الله بساتين تجري من تحتها الأنهار والخمر واللبن والعسل { ذلكَ الْفَوْزُ الكَبِيرُ } يقول: هذا الذي هو لهؤلاء المؤمنين في الآخرة، هو الظفر الكبير بما طلبوا والتمسوا بإيمانهم بالله في الدنيا، وعملهم بما أمرهم الله به فيها ورضيه منهم.
****************************
يتبع