شاعرنا الكبير عزت الطيري
إنني مسرورة أن يكون تصورك للمرأة على هذا النحو من التقدير والاحترام
وإن كان التوصيف الذي أسقطته عليها في هذه القصيدة يتنافى وطبيعة رؤيتك
للمرأة كما ذكرت، غير أنني لا أستسيغ فكرة أن يؤمن المرء بفكرة معينة وتكون
لديه قناعة حولها ثم يأتي بضدها ولو لمرة واحدة
ألا يعتبر هذا خيانة للقناعة نفسها وتنكرا لها أثناء الكتابة؟؟
وهل يعقل أن يجمع المرء في دواخله بين نقيضين؟
هذا السؤال سيدي لا أريد محاصرتك به بقدر ما يثير في نفسي زوبعة من
التساؤلات حول ماهية المرأة في ذهنية المثقف الشرقي؟
لماذا صورة الشبقية المغرضة تلتصق بجسدها وتحاصرها من كل حدب وصوب؟
وإن كنت سيدي قد صورت عينة واحدة من النساء على هذا الشكل
فغيرك مما سبقك من ا لشعراء قد صوروا المرأة مرات ومرات...
ألا ترى معي أن هذا النوع من التوصيف يسيء إلى المرأة ويسهم في تكريس
سلطة الجسد وتغييب العقل؟
إن كان قلمكم يقدر المرأة ويحترمها وهذا أمر لا غبار عليه، فاجعلوه صوتا
لها لا عليها، فقد قدمت الكثير للإنسانية وعبرت عن عشقها الحقيقي للرجل
عندما آزرته وهو منكسر وشدت من أزره في ساحات الوغى بفلسطين والعراق ولبنان
وقدمت جسدها ألغاما متفجرة لسحق العدو، ألا يشفع لها هذا أمام الرجل
لكي تبرأ ذمتها من قيود حاصرتها منذ عهود سحيقة
شكرا لك سيدي على سعة صدركم
رمضان كريم
__________________
" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,
وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,
* * *
دعــهــم يتــقــاولــون
فـلــن يـخــرج الـبحــر
عــن صمته!!!