عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-09-2008, 07:56 AM   #1
فرناس
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2008
المشاركات: 281
إفتراضي حنانيك على نفسـك ..

يمر الإنسان بأوقات يحس أنه يعيش خارج ذاته و وقته و مكانه و تاريخه , تداهمه الهموم إذا اسرع في الهرب عنها و تربت على ظهره إذا أبطأ و تنام بجانبه إذا نام و تصحو قبله , يستوي عنده حينها الفعل و اللافعل و التفكير و البلادة و القيم النبيلة و أخلاق الوحوش , و قد يظهر له و هو غارق في هذه الحالة الكثير من الحقائق التي كانت تختفي في عقله برداء شفاف من البساطة مخلوطة بقليل من السذاجة ...

قد تتوقف أمور كثيرات في هذه الفترة على حسن الإستجابة الذهنية و العملية و التي تأخذ بدورها إجازة مرضية من مديرة الذات في وقتها الهموم , فتكون الإستجابة ضعيفة و متهالكة كصلاة الكثيرين لا طعم و لا رائحة , فتضيع الأوقات و الأعمار دون تحقيق المقصود , و من ثم يأتي الشك في هذه النفس العظيمة

فتلقى عليها التهم و تهان و تحتقر و يقلل من شأنها لا على حساب غيرها بل على حسابها ...

فيضرب قائد المعركة في مقتل و يسحب منه العدة و العتاد و يقال له أرنا ما أنت فاعل ..
فيالله ما أظلم الإنسان و أجهله يحفر قبره و ينادي من يحفر ,
إن النفس بحاجة إلى من يعينها و يهديها و يكون لها خريتا , يعاملها بلطف و يلقمها ثدي الرحمة و الحنان و يسهر لسهرها و يمرض لمرضها حتى تشب و يقوى عودها فإذا صارت كذلك , يماشيها و يصاحبها بكل القوانين التي تنظم العلاقة ألأخوية فلا يقسو وقتها إلا قسوة المحب المشفق و ما عدا ذلك مودة لا تحدها حدود الأنانية ..
هي تلك النفس العجيبة سبب كل سعادة و شقاء فالله الله في سلوك الدرب الصحيحة.
فرناس غير متصل   الرد مع إقتباس