[ياسمين]

أقول لك شيئا أختي

هل تعلمين أن ما يقض مضجع الأمريكيين الآن هو القلق

الشديد جراء نتائج الحرب العالمية الثانية وتحديدا الطفرة

الصاروخية التي حققتها اليابان في زمن قياسي

هذا التفوق المبهر فتح أبواب جهنم في وجه أمريكا فلم

تعد اليابان الوحيدة في العالم التي تمتلك ريادة السبق بل أصبحت

دول أخرى تريد أن تتخذ اليابان كنموذج ناجح لتحقيق

الذات، فالصين اليوم قوة عظمى لا يمكن تجاهلها وما يهمنا

نحن هو التالي: ماذا استفاد العرب من هذا التحول ؟

إنه من الجرم أختي أن نقول بأن الوضع بقي كما هو عليه

في منطقة الشرق الأوسط، لأن الأوضاع تغيرت بالفعل

عن السابق، لننظر إلى مسلسل الإنتفاضة الفلسطينية،

فقد حاولت أمريكا إطفاءها بشتى الوسائل دون جدوى

فأطفال الحجارة يزدادون إصرارا على التحدي.

لننظر إلى ما حدث في لبنان، تقتيل شرس من طرف أمريكا

في صفوف المدنيين قصد إسكات صوت حزب الله فكانت

النتيجة خروج مبكر للإسرائليين من لبنان وهم يجرون

أذيال الخيبة.

أنا لا أنكر أننا مازلنا نعاني من تصدعات وانشقاقات بسبب

خلافات واهية جدا، ولكن صدقيني لقد حدث تحول كبير

داخل المجتمع، وإحساس بروح الرغبة في بناء الذات تجسد

ذلك في إحياء وبعث فكر تنويري ديني يروم إلى العمل في

اتجاه واحد والأروع في الأمر أن القيادة كانت على يد شباب

مثقف واع بالمسئولية الملقاة على عاتقه، والهدف واحد وهو

إعادة بناء الذات من الداخل وإصلاح المجتمع ، فثم إنشاء

جمعيات خيرية تعمل في مختلف الإتجاهات وتعنى بأمور

المواطنين كمحاربة الجهل والتطبيب المجاني وفتح أبواب

الاستماع واكبتها صحوة دينية منقطعة النظير...

إن نبرة التشاؤم لم يعد لها مكان في قلوب هؤلاء الشباب

وما يجب أن يكون لها مكان بداخلي أو بداخلك لأن الأمور

باعتقادي بدأت تأخذ مسارها الطبيعي رغم المعضلات

والمعيقات ، فالإصلاح يجب أن يبدأ من الداخل لكي نحقق

نتيجة إيجابية.