عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-09-2008, 06:24 PM   #1
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي صحيح أنني مجرد خادمة ولكنني إنسان مثلك

دخلت إلى بيتك بطلب منك أنت، إشتكيت من جسامة المسئوليات

الملقاة على عاتقك وأن صحتك أصبحت تخونك

بسبب متاعب المنزل من تنظيف وكنس وطبخ، واهتمام

بمتطلبات أولادك التي لا تنتهي...

رفعت شكوى تطلبين فيها من يأتي لتخفيف الحمل عنك، وبعد

مدة وجيزة أحضروها بين يديك.

لا تنسي أنك أنت من طلبتينها لتمد إليك يد المساعدة.

جلبوها إليك وأنت جالسة على كرسي تضعين رجلا على رجل

وطبعا يحق لك ذلك فأنت صاحبة هذا المنزل، وكل من فيه ملك لك وحدك

تلك كانت طريقتك الرقيقة لكي تفهمينها بأنك السلطانة أما هي فمجرد

عبد يخدم في مملكتك.

وبكل جبروت الطاغية الذي يسكن بداخلك تركتينها تجلس على

الأرض لكي ترضي غرورك لتذيقينها طعم الذل

ومرارة الحرمان، فبدأت بإصدار تعليماتك السامية بصوت

رنان تلقين عليها خطبتك اللعينة، وهي تطأطأ رأسها أمامك،

وأول التعليمات هو أن تلزم المكوث داخل المطبخ

وأن لا تخرج لتنظيف غرف الطعام إلا بأمر منك ولو كنت

قادرة على عد أنفاسها لمنعت عنها التنفس

والويل لها ثم الويل إن أخطأت يوما وسولت لها نفسها البريئة

حمل لعبة لأحد أولادك لكي تتسلى بها أو عندما تكسر طبقا

تزيننين به مطبخك أو...أو....سوف تتحولين ساعتها إلى

حيوان كاسر لتنهشين لحمها الغض، وقد تقودك ثورتك العارمة

إلى حمل قضيب حديدي في يدك من تلك الأسياخ التي كنت

تستعملينها في شي اللحم،و تقومين بتسخين طرفه على النار

حتى يشتعل وهجا.. لتصوبين كيفما اتفق ضربات قضيبك

الحديدي إلى لحم جسدها الصغير المتكوم، وأنت تكيلين لها

وابلا من السباب..

هكذا أنت ساعة الغضب، كم أنت بارعة في تصوير ما يمكن

أن يحدث لها إن تجاسرت على تكسير أوامرك.

وعندما أنهيت خطبتك أخذتينها إلى المطبخ وأنت تتمايلين

وتدمدمين متدمرة لأن اليوم ولى ولم تقم فيه المسكينة بأي

عمل لذلك تقترحين عليها أن تنام لكي تكون أول من يستيقظ

مبكرا.

وما أن تخرجين من المطبخ وأنت تقهقهين، حتى تجثو

المسكينة على ركبتيها وتنهمر من مقلتيها عبرات حارة

تذيب الحجر وصوت من الداخل يناديها مرددا : صحيح أنني مجرد خادمة

ولكنني إنسان مثلك.

لو تعلمين كم أدميت قلبي بنظراتك الشزراء

وتعاليك..

شهقت شهقة عميقة وقالت: لولا عسر الحال وشدة الفقر

ما كنت فريسة ملقاة بين أنيابك. وغلبها البكاء لتنام منكسرة الخاطر

على الأرض وقد أضناها تعب السفر وفرقة الأهل والأصحاب.

ولكنها كانت تهمس في جوف الليل مرددة:

صحيح أنني مجرد خادمة لكنني إنسان مثلك....



__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!


آخر تعديل بواسطة ياسمين ، 16-09-2008 الساعة 06:39 PM.
ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس