عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-09-2008, 04:18 AM   #7
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

لكل أديب خصوصيته التي تميزه عن الآخر فقد نجد قلما يبدع

في لون معين بينما يتفوق عليه آخر في مجال آخر

فيصعب حقيقة أن يدلي المرء ببعض الأسماء ويقصي أخرى.

ومن هنا أقول بأنني أحب كل الأقلام الشعرية غير أنني

بطبعي أميل إلى الشعر الرومانسي الرقيق وقد أبدع أهل

الأندلس في وصف الطبيعة ولا أستطيع اختيار شاعر بعينه

فكلهم عندي في مقام واحد

من ذلك تعبير محمد ابن سفر:

في أرض الأندلس تلتذ نعماء

و لا يفارق القلب فيها سراء

و ليس في غيرها بالعيش منتفع

و لا تقوم بحق الأنس صهباء





ولأشعار علي محمود طه وعمر أبو ريشة مكانة خاصة

يقول أبو ريشة:

يـا ظـلام الأجـيـال قًصَّ جناحيك فهذي طلائع الإصباحِ

مـرودٌ كـحَّـلَ الـجفون الكسالى فأفاقت على السنا اللمَّاحٍِ

فـصـحـا مـن عـيائه الجبل الهاجع واهتزَّ مفعمَ الأتراحِ

وتـعـالـى صـيـاحـه يـتوالى فاشرأبّت نسوره للصياحِ

إنه شاعر الوطنية والقومية بامتياز غير أن أشعاره

تنفرد بالصور والأخيلة الرائعة.





وتأسرني الخنساء بعاطفتها الجياشة ونبضها الصادق في رثاء

صخر:

قـذىً بعينـك أم بالعيـن عــوار

أم ذرفت إذ خلت من أهلها الـدار ؟

كـأن دمعـي لذكـراه إذا خطـرت

فيضٌ يسيل علـى الخديـن مـدرار





شعراء مدرسة المهجر لايمكن تجاهلهم وعلى رأسهم

شاعر الطبيعة إيليا أبو ماضي يجعلنا طيورا تحلق في

الفضاء

أما بدر شاكر السياب فهو شاعر الاغتراب عن الذات والمعاناة

المريرة مع المرض، كلما قرأت له شيئا إلا وألبسني ردائه

الأسود فأبكي لبكائه وأتألم لقساوة الحياة عليه، ولأشعاره

نكهة مميزة يقول:

الباب ما قرعته غير الريح في الليل العميق

الباب ما قرعته كفك

أين كفك والطريق

ناء! بحار بيننا،مدن،صحارى من ظلام

الريح تحمل لي صدى القبلات منها كالحريق

من نخلة يعدو إلى أخرى ويزهى في الغمام




أما أمير الشعراء أحمد شوقي أحب له بيتا جميلا ما خطه أحد قبله حين قال:

وطني لو شغلت بالخلد عنه.......نازعتني إليه في الخلد نفسي

شهد الله، لم يغب عن جفوني.....شخصه ساعة، ولم يخل حسي




أخيرا أقول بأن أجمل ما أحب في شعره حبه الشديد لسيف

الدولة، حب إمتزج بعشق الذات و التعالي ورغم انكسار روحه

بعد أن أبعدوه عن رفيق دربه سيف الدولة ظل ينشد رضاه،

فجميع أشعاره عظيمة كعظم نفسه يقول المتنبي

ما ذا الوَداعُ وَداعُ الوامِقِ الكَمِدِ .....هذا الوَداعُ وَداعُ الرّوحِ للجَسَدِ

إذا السّحابُ زَفَتْهُ الرّيحُ مُرْتَفِعاً.......فَلا عَدا الرّمْلَةَ البَيضاءَ من بَلَدِ

ويا فِراقَ الأميرِ الرّحْبِ مَنْزِلُهُ ..........إنْ أنْتَ فارَقْتَنَا يَوْماً فلا تَعُدِ
__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس