حياكِ الله يا أخت مخملية من جديد .. التسجيل الصوتي الذي أذيع في برنامج "نور على الدرب" لشيخ اللحيدان موجود , و ماقاله الشيخ ليس قابل لتأويل أو تحريف لأنه كلام واضح جداً , و يعني به ملاّك القنوات الفضائية الذين وصفهم بدعاة الفساد , و في هذا الموضوع تحديداً اعتقد أني قلت كل ما أريد قوله و وجهة نظري واضحة ولا داعي لزيادة لكي لا يظن بي ظن سوءِ أما وقد فعل فلا بأس من الرد مرة أخرى .
قلتي رعاك الله أن القضية منصوص عليها بالكتاب والسنة وأن الشيخ لم يأتي بجديد أو أن يجتهد هذا كان صلب ردك سأتفق معك هنا للحظات فقط و أسألك .
س/ أغلب القنوات التي وصفها الشيخ ملاّكها بدعاة الفساد ومثيري الفتن إنما هي تعود لأمراء سعوديين أو رجال سلطة متنفذين أيضاً سعوديين , هنا أتسائل إن كان الشيخ اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى يستطيع أن يمارس سلطته الوظيفية و ينفّذ ماقاله بفتواه ؟؟؟
س / هل فتوى الشيخ اللحيدان صالحة قانونياً ؟؟
س / الفساد في السلك القضائي أليس أكثر خطورة من فساد القنوات الفضائية ؟ و بالتالي أجد نفسي أمام تناقض واضح , إذا ماعلمنا أن الشيخ اللحيدان رئيساً للقضاء منذ 40 سنه !!
هنا أتوقف عن اتفاقي معك في أن القضية منصوص عليها في الكتاب والسنة , فلست أهلاً للفتوى .
الشيخ اللحيدان في هذه الفتوى أو في غيرها ينطق بالحكم قبل المحاكمة ( بغض النظر عن مصداقية حكمه ) فمثلاً في حديثه لصحيفة عكاظ عندما سأل عن محاكمة أصحاب الأعمال الإرهابية قال (محاكمة الارهابين قريبا والظواهري شاذ وبن لادن داعية شرّ ) من الآن يظهر للشعب السعودي موقف القاضي من الناس الذين تجري محاكمتهم , القاضي ( و هذه من مسلمات القضاء) لا يجب أن يتخذ وضعاً منحازاً حتى و لو كان ذلك بأيديولوجيا سياسية , وصف الظواهري بالشذوذ و ابن لادن بالشرير يجعل المرء يقول :
و ماذا أبقيت للمحاكمة يا حضرة القاضي؟؟ لقد حكمت على هؤلاء المتهمين من الآن !
لقد وصفتهم بالإرهاب و كأنك تؤكد التهمة قبل الشروع في إجراءات إثباتها !
وهذا مثال فقط , ولا يخفاك في وقتنا المعاصر الإنفتاح الكبير الذي تشهده المملكة على العالم , و يواكب هذا الإنفتاح حراك ثقافي داخل المجتمع , خصوصا أن المملكة لا زالت تحاول رسم صورة جيدة عنها في المحافل الدولية , وتبذل قصارى جهدها في محاربة الأرهاب والدعوات الى سفك الدماء خصوصاً تلك التي تنطلق من المملكة , وما أراه في هذه الفتوى وفي غيرها من الشيخ اللحيدان أنه لم يواكب مايدور على الساحة الداخلية الفكرية في المملكة ولا حتّى على الساحة الدولية من متغيرات , فالفساد والفتن في نظر الشيخ تتمثل في المسلسلات و الأفلام و الأغاني !! لكن في نظر عامة الشعب هي من وسائل الترفيه ولأونس , هنا نتذكر أن لكل عصر رجاله , و المملكة مقبله على تغيرات كبيرة تتخطى كثيراً في تصوري منطق هذه الفتوى بمراحل كبيرة , ودليل ذلك هو مانراه من ردة فعل في إعلامنا المسموع والمقروء بعد صدور هذه الفتوى بساعات قليلة ولا زال .
|