09-10-2008, 07:46 PM
|
#30
|
|
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
|
مناهل السعادة الأبدية
 
ـ 1 ـ
نعمة الروح
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى :
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ
يَوْمَ ألْقِيامَةِ أَعْمَى} *
{ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً } *
{ قَالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذلِكَ ألْيَوْمَ تُنْسَى}
 
خلق الله تعالى الإنسان ونفخ فيه من روحه وأودع فيه
الجمال وحب الخير، فكان لزاما على الإنسان أن يحافظ
على هذه الروح وأن يزودها بكل ما تحتاجه لكي تبقى
صافية مطمئنة تنعم بالسكينة والسعادة.
يقول ابن القيم عليه رحمة الله:أرض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها ،
فإن غُرست شجرة الإيمان والتقوى أورثت حلاوة الأبد
وإن غرست شجرة الجهل والهوى فكل الثمر مر.
لقد أكد الله تعالى في أكثر من موضع في القرآن الكريم
بأن الحرص على الذكر والمداومة عليه خير ضمان لسلامة
الروح من الأمراض التي قد تصيبها وأن هلاكها يكون
بالابتعاد عن الطاعات من صلاة وصوم وزكاة وحج..
قال صلى الله عليه وسلم في حق القرآن : وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ .
أي : لا تنقطعوا عن تلاوته .

إن المسلم العاصي يجد من الضنك في الحياة بقدر بعده
عن الله، لهذا ألزم الإسلام الإنسان بالصلاة خمس مرات
في اليوم لما فيها من إسعاد لروح الإنسان ووقاية له وكم يستوقفنا
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة
بقوله :" أرحنا بها يا بلال "
إن مقاصد الشريعة الإسلامية تصب كلها في خدمة الإنسان
للحفاظ على توازنه النفسي والروحي ومن ثم وجب على
كل إنسان ينشد هذه السعادة أن يلتزم على العمل بها كل يوم
ويخصص وقتا للذكر وتلاوة القرآن وغيرها من الطاعات
دون إفراط أو تفريط، وبمقدار معقول كيف ذلك؟؟
 
ـ 2 ـ
الوسطية
يعتقد الكثير من الناس أن الإقبال على أداء الطاعات أمر
ملزم للإكثار منها، حيث يبدأ العاصي أو المبادر إلى طلب
محبة الله إلى الإسراف في الطاعات، فنجده يبالغ في أداء
الصلاة من قيام أو صوم متواصل، دون مراعاة لنفسه،
فيكلف نفسه فوق طاقتها وتظهر عليه علامات الإجهاد
والكلل، فسرعان ما يفشل في منتصف الطريق، وقد يقلع
عن العمل، فتكون بذلك النتيجة عكسية تماما لطموحه، ويصاب بالإحباط!
يقول الحبيب عليه الصلاة والسلام:
" ما شاد الدين احد الا غلبه "
إن جهل الإنسان بماهية الدين يكون سببا مباشرا في حرمانه
من السعادة الروحية التي ينشدها، فالاعتدال والوسطية منهج
الحق ومنهج الأنبياء وأتباعهم وقال صلى الله عليه وسلم : إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ .
وتأتي الوسطية مقابل :
الغلو : وهو مجاوزة الحد . قال تعالى : لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ
[ النساء : 171 ، المائدة : 77 ] .
والإفراط : وهو بمعنى الغلو ، وهو تجاوز القدر في الأمور .
والتفريط : وهو بمعنى التقصير .
ومن هنا ورد في آداب الدين:
"إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق فإن المنبث لا أرض قطع ولا ظهر أبقى".
ومعنى ذلك أنه يجب عليك أيها الإنسان أن تتوغل في الدين برفق
ولا تكلّف نفسك فوق طاقتها حتى لا تنفر منه نهائياً.
إن القيام بأداء الواجبات الدينية و السنن من أجل تغذية الروح
والحفاظ عليها من التلف يجب أن يتم بتدبر وروية، وهذه
أمور تستدعي الالتفات إلى جوهرة نفيسة منحها الله للإنسان
وجعلها الذرع الواقي الذي يبصره وينير له الطريق مهما
كان مظلما.
فما هي إذن؟؟
 
__________________
" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,
وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,
* * *
دعــهــم يتــقــاولــون
فـلــن يـخــرج الـبحــر
عــن صمته!!!
|
|
|