عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-10-2008, 03:48 PM   #10
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المسك مشاهدة مشاركة
أختي الكريمة ياسمين بارك الله فيك وفي مواضيعك الجميلة

كما يقولون الطيور على أشكلها تقع، قد يجد من لا يفهم نفسه ولا يقبل جوانب النقص فيها من يصادق ويصاحب ممن هو على شاكلته،،

لكني وجدت ورأيت الكثير الكثير ممن هم حولى وأعرفهم يعيشون لكن دون أصدقاء رغم أنهم يقضون كثيرا من وقتهم مع أفرادا آخرين سواء في اللعب أو حتى الدعوة و الأنشطة الاجتماعية دون أن يكون بينهم صداقة بالمعنى الذي ذكرتيه،، فهل هذا يعني أن خللا ما فيهم؟ وهل الصداقة شيئا حتميا لا بد منه حتى تكتمل سعادة الفرد؟؟؟ طبعا أنا عن نفسي أشعر أن من يعيش دون صديق فإن يعاني من مشكلة!!!!

بارك الله فيك
أخي الفاضل المسك

بداية أعتذر عن تأخري في الرد على مداخلتكم التي أثرت فيها جوانب مهمة ..

مايمكن أن أقوله في هذا المقام حول تصوري للصداقة أنها أساسية في حياة الإنسان إن لم تكن من ضمن الروافد الأساسية

التي تجلب السعادة للفرد وتمنحه طاقة داخلية تجعله قادرا على تخطي مصاعب الحياة، فالاستعانة بالصديق وقت الشدة هدية

من الله ونعمة كبيرة إذ تستطيع أن تبوح له بكل ما يجول في خاطرك دون إحراج أو خوف، وهو وحده القادر على مساعدتك

وتقديم الحلول، وهو وحده الذي يشد من أزرك أو يلومك على أخطائك دون تجريح لكي يعيدك إلى جادة الصواب، ولكن

الصداقة الحقيقية نادرة جدا ويجب على الإنسان أن يحسن انتقاء الصديق المناسب.

وبالفعل أخي المسك هناك أشخاص يعيشون دون أصدقاء كما ذكرت ومرد ذلك يعود إلى طبيعة الشخص ذاته ونمط التربية

التي تلقاها فقد يكون شخصا انطوائيا بطبعه يميل إلى الوحدة ولكن طبيعة التربية التي تلقاها من طرف الوالدين كرست لديه

هذه الانعزالية وقد نجد آخر عكسه تماما يحب التواصل مع الآخرين أما

الأشخاص الذين أشرت إليهم فهم يقيمون علاقات عامة بغية التسلية فقط أو الترويح عن النفس لا غير، غيرأنهم يفضلون

الاحتفاظ بخصوصياتهم ولا يطلعون أحدا عليها وقد يكون هؤلاء الأشخاص ينعمون بحياة أسرية جد ممتازة ، وهذا نادر جدا

ولكنه ممكن، فقد يتخذ الرجل من زوجته صديقة حميمة له فتغنيه عن الاحتياج إلى صديق أو تجد الأم صديقة لبناتها مثلا فلا

تجدن ضرورة لإقامة صداقة خارج حدود البيت..

ولكن هذا الأمر نادر الوجود، وبالتالي قد نجد أشخاصا يصرفون نظرهم عن إقامة صداقة حقيقية نتيجة خوضهم غمار تجربة

فاشلة سابقة فيفضلون عدم تكرارها وهناك فئة تجد صعوبة في إقامة صداقة حقيقية لشعور بالنقص وعدم الثقة في الآخر وهذه

حالة مرضية خطيرة تدخل في باب الوساوس التي تتسلط على القلب فتجعل المريض يدخل في متاهة تأويل كلام الناس

وتصرفاتهم بشكل سلبي ما يجعله يشك في تصرفاتهم..

إن الوضع الطبيعي الذي جبل عليه الإنسان منذ الطفولة أن يكون في وضع دائم للتواصل مع الآخرين لأن الإنسان كائن

اجتماعي بامتياز والدليل على ذلك أن الطفل عندما يجد نفسه وحيدا في مكان ما يبدأ بالصراخ لأنه يكره العزلة، ولذلك يجب

على الإنسان أن يعيش في تواصل مع الناس ليحقق توازنه واستقراره النفسيين، فحتى الرسول صلى الله عليه وسلم فضل

العبد المنفتح على مجتمعه وحثنا على المشاركة الفعلية في الحياة الاجتماعية بدل الانزواء على النفس لما فيه من خير لحياة

الإنسان.

وبالتالي يجب علينا أن نخرج هؤلاء الأشخاص من عزلتهم وأن نتقرب إليهم لنساعدهم على تخطي الحواجز النفسية العقيمة

التي قيدوا بها أنفسهم ولنا في رسول الله أسوة حسنة حين قال تهادوا تحابوا لجبر الخواطر وتطييب النفوس وتمتين المحبة

الصادقة بين الناس إذ قضاء سويعات جميلة مع صديق مخلص يوازي استشارة مجانية لدى طبيب نفسي لما فيه من منفعة

للنفس البشرية

شكرا لمشاركتك القيمة في انتظار مزيد من التواصل البناء

تحياتي وتقديري إليك
__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!


آخر تعديل بواسطة ياسمين ، 22-10-2008 الساعة 03:53 PM.
ياسمين غير متصل