عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-10-2008, 12:39 PM   #1
DR.ali
ضيف
 
المشاركات: n/a
إفتراضي كرموا أم محمد يا قوم!


تركي الدخيل

في مجتمعنا قصص لو كتبت لكانت أسطرها تقطر دمعاً، ومعانيها تعادل الذهب في أوقات صعوده.
بالأمس تلقيت رسالة من قارئ كريم، يعلق على أثر أحد مقالات العبد الفقير عليه، فبعد القراءة ذهب محمد ليتصل بوالدته. يتفقدها، يسكب عليها حباً يعينه على نوائب الدهر، ويملأ صدره بالطمأنينة والراحة.

يقول محمد لم ترد علي أمي في المرة الأولى، فخالطني شك، أردت أن أدرأه باتصال ثان، فلم ترد، فازدادت شكوكي، وما قطعها حتى سمعت صوتها في المحاولة الثالثة، لأجد أمي تقول لي بتلقائية الأم: عسى ما شر، فيك شي؟!
قال لها محمد: ليس بي إلا الشوق إليك ورغبة أن أطرز أذني بوشي صوتك فقط، ولذلك كررت المكالمة.


يتحدث محمد عن أمه بتلقائية الأبناء المحبين قائلاً: أمي هي الأب والأم والكل بالنسبة. اختارت أمي الطريق الأصعب في حياتها. فهي أصبحت مطلقة وعمري عامان، وعمرها آنذاك 18 سنة، فآثرت التفرغ لتربيتي والاهتمام بي على أن تتزوج، فيؤخذ منها ابنها، ويكون نصيبه الإهمال، أو عدم الاهتمام.

كنت دوماً بالنسبة لها الجزء الأهم في أي معادلة في حياتها. منذ طلاقاها واهتمامها منصب على وحيدها، حتى فجعت بمرض والدها الذي أقعد، فاستقالت من وظيفتها الحكومية لتلازمه وترعاه حتى توفاه الله. وما كادت تستفيق من ألم فراق أبيها، حتى مرضت أمها بالفشل الكلوي، لتتحول إلى رعايتها وملازمتها ليلاً ونهاراً.

يقول محمد في رسالته: قالت لي أمي ذات مرة: يا محمد أنا نسيت طعم النوم وجاء مكانه طعم أحلى وأحلى... ألا وهو طعم بر الوالدين.

يضيف محمد ابن المرأة العظيمة قائلاً: لا أنسى إشراقة وجه جدي عندما يراها مقبلة ويتهلل ويرحب ويهلي بها. ولا أنسى سؤال جدتي عنها وتقول متأففة متضايقة: (أنا ما يعرف لي إلا لطيفه وبس) جزاها الله عني وعن والديها كل خير.
ومحمد علي العكاسي، يتحدث عن 26 سنة لم تعشها أمه الكبيرة بأفعالها، لطيفة بنت محمد بن عبود، حفظها الله، لنفسها بل عاشتها لغيرها.

صفحة أم محمد البيضاء، وعظمة صنيعها بوالديها، وبابنها، لا ينبعان إلا من نفوس الكبار، ولا يصدران إلا من الشخصيات العظيمة.

أم محمد حقيقة بالتكريم، فهذه النماذج المجتمعية الناصعة، تستحق منا أن نعترف بتضحياتها، بوقفات في حياتنا، وعند الله ما هو أعظم وأكرم منا، نسأله تعالى أن يجزي لطيفة على تضحيتها بما يقر عينها في الدنيا والآخرة.
  الرد مع إقتباس