عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-11-2008, 02:42 AM   #7
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي مشاهدة مشاركة
لو أن الشباب لم يلاقوا من عناء غير تشتتهم بين ناصح لهم أقرب إلى الفاضح وبين مدلل لهم مخر لكن
ذلك يكفي لكي يكون إبادة جماعية لهم .
هي مرحلة وستمر ، نعم الشباب بلا روح لكن من صنعه ؟ من رباه ؟

إ ن نقطة البدء في إصلاح أي مجتمع لا سيما إذا كانت نسبة الشباب فيه مرتفعة هي أن
نشعره بالثقة في نفسه وأنه قادر على مجابهة تحديات لم يجابهها الأولون وأن يترك الكبار
الأسطوانة المشروخة لهم "لما كنا مثلكم في سنكم فتحنا المقدس والأندلس وكنا نعيش
على الطوى........" ونقطة أخرى أن يعرف الشباب ويؤمن أن مستقبله ليس مرهونًا بإرادة
سياسية لحاكم أو رئيس معين وإنما هي رهن لما سوف يؤمن به من قيم وأفكار.علينا بعد
ذلك ألا نستعجل قطف الثمرة فرغم ما هو حاصل من انحراف إلا أن السبب ليس لأن من
عاش قبلنا كان طيبًا وإنما لأن ظروف عصره غطت على عيوبه الآن انظر إلى جمهور
الدعوة والإقبال على الدعاة.... إنهم الشباب .

أخيرًا : أين هم علماء التربية والاجتماع من التنظير لوضع تربوي جديد يراعي تغيراتهم
الحياتية بدلاً من تلك التهافتات التربوية القديمة البائدة؟


إن تعقيبك فيه الكثير من الإشارات المهمة

فأنا لا أعتبر الشباب هو المسؤول عما وصل إليه من انزلاقات لا أخلاقية بل المتهم الأول هي الأسرة التي ربت وأنبتت

براعم صغيرة وزرعت فيها سموما مدمرة ، فما زلنا نعرف جيدا أن الأسر التي تمجد الحياة الغربية تربي في أطفالها عشق

ثقافة الغرب ولغتهم ..بل تجد الطفل يلج مدارس خاصة كالمدرسة الفرنسية أو الأمريكية و يجيد التحدث بلغة

أجنبية أفضل من إتقانه للغته الأم!! وأظن بأن هذا من أحد الأسباب المباشرة التي تغذي في الطفل فكرة الانبهار بالآخر على

حساب الأنا..

أنا لست قطعا ضد الانفتاح على ثقافة الغرب لكن ليس في حدود تهميش هوية الذات والانسلاخ عن الدين.

ولست متشائمة إلى الحد الذي أقول فيه أن كل شبابنا فاسد، لكنني لمست فعلا تغيرا في أنماط التفكير عند شريحة لا يستهان بها

من الشباب، والمسألة خطيرة جدا لأن هذه الفئة تتراوح أعمارها ما بين الثلاثينيات فما فوق، وأغلبهم ينتمي

إلى طبقة مثقفة واعية ويحتلون مناصب عالية لكن تفكيرهم بعيد تماما عن روح الدين...فالمسألة ليست فترة فحسب وها تعدي

لأن هؤلاء يتصرفون انطلاقا من قناعاتهم الثابتة بكون ما يفعلونه أمر صائب.

أين موضع الخلل إذن؟

لقد أشرت أخي الفاضل إلى نقاط مهمة ما زالت وللأسف الشديد سارية في مجتمعاتنا العربية، حيث نعتبر الشباب دون رأي

يذكر وننهج لغة التهميش والقمع والتباهي بل التمجيد لماضينا الجميل والذي يفضل آلاف المرات حاضر هذا الجيل وهذا خطأ

كبير جدا.

وأود أن ألفت الانتباه إلى أمر مهم حول الطرق العقيمة التي تعتمدها وزارات الأوقاف والشئون الإسلامية في عرضها لتصور

الدين الإسلامي فتقتصر فقط

على جوانب لا تربي في الشاب الفهم الحقيقي لأمور دينه، ما يجعل سلطة الدين وأثره في نفسه ضعيفة هشة، تجعل شبابنا

ينبهر بالآخرفي ظل التطور المهول الذي تعرفه وسائل الإعلام.

فنحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى أن نعيد النظر في طريقة تقديمنا للدين لكي يكون فاعلا في الحياة الفكرية والاجتماعية

وأن لا نحده فقط في نطاق العبادات وتشريعاتها لأن الدين أكبر من ذلك بكثير وأعمق، ويجب تعميم

المناهج الدينية في جميع المؤسسات التابعة للقطاع العام أو الخاص على حد سواء، وإذا كان الغرب يقدم تصورات فكرية

تنسجم وطبيعة التطورات التي عرفها المجتمع الغربي، فمن حقه أن يقدم لنا نماذجا لطاقات شابة يرى فيها ما ينسجم مع ثقافته

كمايكل جاكسون أو مادونا.....وهلم جرا.

لكن بالمقابل ماذا قدمنا نحن في الواجهة لشبابنا أولا ثم للآخر ثانيا؟؟ هل كل الشباب تعرف مصعبا بن عمير وغيره من

خيرة الشباب المسلم في ذلك الوقت إلى حدود الآن؟؟

أعتقد أنه لا ينقصنا شيء لكي نقدم للإنسان المسلم الصورة الحقيقية لهذا الدين ووسائل الإعلام يجب أن تتحمل مسؤوليتها

كاملة للمضي قدما نحو ترسيخ ثقافة دينية إسلامية صحيحة.

فقد يكون الإعجاب بالغرب قشوريا كما يقال لكن عندما يتبناه شباب واعون وينهجون في حياتهم مسالك ما أنزل الله بها من

سلطان فهذا أمر جلل يحتاج إلى وقفة حقيقية لدرء الخطر عن حياتنا الكريمة في ظل ديننا الحنيف.

تحياتي إليك




__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس