آسفة يا قلم ...
حان وقت الرحيل
جف المداد ...
وإعتقلت الحروف ...
تغيرت الوجوه ....
وشوهت المعاني.....
زُجت الأصوات في سجون الصمت
وكُبلت الكلمات بقيود الخوف .....
فأصبحت سجين الصمت ....
قتيل الخوف ....
سأفدي عجز مدادك وأخطه بدمي .....
وأرثيك بعقلي ...وأبكيك بقلبي ....
ضِعتَ ياقلم يوم أخفيت عني
سرك ونزيف تلك اللطمات
فإشتريتَ خفية....
مساحيق وقناعات...
فأدمنت عليها مرة بل مرات ....
أصبحتَ رسما على ورق
يرسم نسيانه على الصدأ
لا روح فيه
وإذا تكلم ما صدق
خدعتني.... وعانقت الجور
وأصبحنا نتسامر...
تحت قوس القمر
على خرائب الصخور
تجاورنا أنهار راكدة
وريح تزأر معلنة قرب
ظلمات تسكنها الأحزان
تبكي لحن أشواق قتلت
بدموع في أحداق تحجرت
فآسفة ياقلم .....
سأشنق الطموح .....
وأئد الأمل ....
لأنحَر دمعا ...
وأكف عنه ألما .....
مللت وسئمت يا قلم ....
النوم على السقم ....
والصحو على الألم ....
والمشي في الوحل ....
...................فآسفة ياقلم ...................
سأودعك في سجن لا يراك فيه أحد
سجانه ..... أصم .......أبكم
لا تضنيه سخرية اللئام ...
ولا ينال منه جبار ...
ولا يخاف جبن جبان .....
فإطمئن ...
لن يقلقك بعد اليوم سائل ...
ولن يزعجك صوت لائم ....
ولن تلسعك ألسنة ندم ...
ولن تأذيك جراحات ألم ...
فوداعا ياقلم ....