عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-11-2008, 10:50 PM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع مهم جدًا اخترته أخي عليّا . الحقيقة أن القضية لها أكثر من جانب :
* لا يزال الكثير من الزعماء العرب لا يربطون بين التعليم ودوره في التنمية من جهة وبين انعكاس التنمية على الفلسفة السياسية للدولة من جهة أخرى ومن هنا كان التركيز على تعليم يتناسب مع الصبغة الأيديولجية والتي هي بطابعها أيديولجيا استبدادية .
*وإذا كانت الفلسفة السياسية ذات طابع استبدادي فمن المتوقع أن يكون المحتوى الذي ستحرص عليه محتويً (تعمويًّا) يعمل على تكريس فكرة الفرد الواحد الحل الواحد الرأي الأوحد.

* وإذا كان الأمر كذلك فعلاً فإن تدني القراءة يرجع إلى سبب أساسي وهو حرص الكثير من الساسة على إلهاء المواطن في قضايا الاحتياجات الأولية كالخبز والمسكن والدواء .
* معرفة الساسة بخطورة وجود منهج تعليمي يعمل على فتح آفاق التفكير الحر -والناقد - أمام التلاميذ جعلهم يدركون أن أول شيء يتفتح عليه المواطنون أو(التلاميذ) هو كآبة وسوداوية الوضع الذي هو فيه وبالتالي كانت هناك محاولات شبه منظمة لطمس فكرة القراءة مثل تكديس المنهج الدراسي بالمواد المملة وذات الطابع السردي والتي من شأنها عمل (ثورة) ضد القراءة، واعتقال المثقفين والدعاة إلى الحرية (المخالفون للنظام) ، رفع أسعار المنتجات الورقية على اعتبار أنها نتاج أزمات عالمية وجزء من فلسفة الغلاء والتدمير المنظم ، استصدار قوانين للرقابة ، تقنين وإلجام كل قرار جمهوري\ رئاسي يقر بأهمية القراءة .
* ويترتب على ذلك أمر وهو أن المناهج الدراسية إذا كانت بهذه الدرجة من القبح والتدني فإن المتنفس الذي يقابل ذلك هو الترفيه وهو ما يعد (وظيفة) النظام الحاكم مما أدى إلى ازدياد الإقبال على أدوات الترفيه المشروع منها وغير المشروع دينيًا (وهو الغالب).
* بعض الصور الذهنية عن المثقفين والأكاديميين والثقافة والمتقعر في استخدام الألفاظ الاصطلاحية جعل الناس يحجمون عن القراءة أو يرونها أداة سخرية ومادة للتندر .
*انعدام رؤية المجتمع للأولوية الاقتصادية ، فرغم الفقر والجوع والغلاء ما زال المواطن العادي يشتري السجائر ويدفع للدجالين ويشتري المحمول فاخر النوع بل ويشترك في القنوات الرياضية المشفرة ويدفع أموالاً لا بأس بها نذورًا وقرابين وصدقات للأولياء وأهل الكرامات .....إلخ أما القراءة فأول ما يقول الفرد عنها (فلنجد أولاً ما نأكل).
*وفي دولتنا الحبيبة نرى أن المناهج الدراسية تعد أنسب وسائل التخريب والتجهيل والتسرب من المدرسة .. المفارقة أن ما يقابلها هو الإعلان عن فعاليات مهرجان القراءة للجميع يباع فيها الكتاب بسعر رمزي 1 أو 2 جنيه .. هذا الدعم المضحك لمجموعة من الكتب الهامة والمترجمة وغير الهامة كذلك لماذا لا يقابله دعم للمنتجات الغذائية والملبوسات والتجهيزات المدرسية ؟ والأطرف والأدعى للضحك : المفاخرة بمعرض الكتاب والذي هو في كثير من الأحيان (تقليعة) أو نزهة إلى أرض المعارض بمدينة نصر بالقاهرة وليس أكثر (بدليل انعدم تأثير القراءة على المجتمع رغم أن هذا المعرض سيكون في عامه الثالث والأربعين تقريبًا !!!!!)
*دراسة لأحد العلماء المبرزين في علم النفس الفارق وهو الدكتور العالمي المصري فؤاد أبو حطب رحمه الله تشير إلى انخفاض مستوى ذكاء التلاميذ بعد دخولهم المدارس واعتمادهم على الفص الأيسر من المخ بسبب المناهج التعليمية .
إذًا الأسباب تتكامل وهي :
الثقافة العامة والسائدة(الشعبية) -المنهج الدراسي - الرؤية النابعة من خلفه (السياسة التعليمية) - الفلسفة السياسية .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة محمد الحبشي ، 20-11-2008 الساعة 10:57 AM. السبب: تنسيق
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس