عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-11-2008, 03:23 PM   #2
ابن اليمامة
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 3,553
إفتراضي

سؤال: سيدي خادم الحرمين: هل أنتم مستمرون في خطتكم الإنمائية الخمسية والتي رصدتم لها مبالغ كبيرة؟
- جواب: خطة الخمس سنوات الإنمائية ستسير وفق ما خطط لها، والإنفاق عليها هو رقم معلن ربما وصل أكثر من مئتي بليون دولار، وهذا بخلاف ما تم رصده للميزانيات القادمة بكل ما فيها من مشاريع إنشائية وعمرانية وبنية تحتية.. اقتصاد بلدنا متين وقوي وعلى شعبنا أن يكون مطمئناً ومدركاً لذلك، فلن ينال هذا الشعب أي خسارة، انه فقط ضحية ذعر لا مبرر له.. واكرر واكرر إن بلادنا بخير.

سؤال: سيدي خادم الحرمين: لكن الناس مصابة بالذعر لما يحدث في أميركا وأوروبا وأسواق العالم.
- جواب: نعم.. الناس مصابة بالذعر وهو ذعر لا مبرر له، ولا علاج له إلا بإعطاء القائمين على معالجة الأمر بعض الوقت.. قلت لك في بداية الحديث إن الآلة الإعلامية الدولية المرئية والمسموعة في كل مكان من العالم خلقت جوا مخيفا، وكأن ما يحدث في أميركا يمكن حدوثه في الرياض أو جدة أو أي من مدن المملكة.. الناس أمام هذا الزخم الإعلامي لا تعرف من تصدق.. نحن هنا نطمئن الناس وفق حقائق نعرفها ونلمسها، فعندما نقول إن الأموال السيادية السعودية في مأمن من الأزمة الاقتصادية العالمية فإننا صادقون في قولنا، وحينما نقول للشعب إننا ماضون في خطط التنمية وفق مسارها المعلن فنحن نقول هذا بصدق فليس لدينا ما نخفيه.. أرقام الموازنة والتنمية جميعها مطروحة أمام الشعب، والجهاز الحكومي كله من أبناء هذا الشعب، وهو الذي يضع هذه الأرقام ويشرف عليها إنفاقا واستثمارا.. هناك البعض ممن تدفعهم الهواجس إلى التنقل من مكان استثمار إلى آخر بحثا عما يسمى بالملاذ الآمن، هؤلاء يخلفون وراءهم بعض الذعر لدى الناس الذين نجدهم يتنقلون من سوق الأوراق المالية إلى سوق العقار ومن الأخير إلى سوق العملات وهكذا، والمحصلة إنهم لو صبروا بعض الوقت لوجدوا أن ما خافوا منه غير موجود على الإطلاق. اقتصاد بلدنا بألف خير، والأزمة العالمية ربما خلقت بعض التباطؤ الذي نجم عن الذعر الذي ساد العالم بسبب هذه الأزمة، ولكنه - كما قلت لك - ذعر غير مبرر رياحه تهب وتنتهي.

سؤال: سيدي خادم الحرمين: لكن ها هو النفط تتراجع أسعاره.. ألا يعد ذلك مؤثرا على حجم الإيرادات المالية للدول النفطية؟
- جواب: نعم هذا الأمر يؤثر، ونحن نرى أن السعر العادل للنفط هو خمسة وسبعون دولارا للبرميل، فالأسعار العالمية السابقة للنفط لم تكن موازناتنا مقومة عليها، بل محددة على سعر آخر اقل، وما زاد نعتبره فوائض للاحتياطات والأموال السيادية.. النفط يا أخ احمد مادة مهمة وهو عصب الصناعة الدولية الذي لا بديل عنه للطاقة حتى الآن، وسيظل هو المصدر الرئيسي والكبير لموازنات دول المنطقة التي تملك ثلث احتياطي العالم، ومع الزمن ستكون هناك موارد أخرى قد تكون بأهمية المورد النفطي.. دول المنطقة ومن بينها السعودية حباها الله بخير وفير، وعلينا أن نشكر نعم المولى عز وجل علينا.. واكرر لك القول بأن النكبات الاقتصادية العالمية لسنا معنيين بها ولن تضرنا، وان كان لها ضرر فهو ذعر العامة والتفاعل معها بشكل خاطئ، وربما كان هناك تباطؤ بحركة التجارة بفعل من يوقفون الإنفاق وينتظرون خوفا مما سيأتيهم، إلا إننا لا نلوم أحدا، فالذعر على المال علاجه - كما قلت لك - بعض الوقت.

سؤال: سيدي خادم الحرمين: ألا تعتقد أن ما حدث ربما زاد من توحد المصالح بين دول مجلس التعاون الخليجي؟

- جواب: نعم نأمل أن يكون ما شهدته اقتصادات العالم دافعا لمزيد من ربط المصالح بين دول المنطقة، كما آمل عدم تأثر اقتصاد دول المجلس الخليجي بما حدث في الأسواق الدولية، وان كان غير ذلك - لا قدر الله - أتمنى ألا يكون هذا التأثير موجعا.. وعلى كل هذه الأزمة ربما حفزت دول مجلس التعاون على مزيد من ربط مصالحها، وهذا ما نريده وما نسعى إليه لنكون بذلك قد استفدنا من دروس ما حدث.

دول المنطقة غنية وأمامها إنفاق ضخم تقابله موارد ضخمة، وبحد أدنى من تعاون نوايا طيبة نستطيع أن نخلق تكتلا اقتصاديا سياجه قوي أمام العواصف الاقتصادية العالمية.

سؤال: سيدي خادم الحرمين: أخيرا.. هل المملكة واقتصادها بخير؟

- جواب: إنها بألف خير والحمد لله.. انقلها عني وأسمعها للقاصي والداني: ليس لدينا إلا الخير بل الخير كله بفضل الله وكرمه.. قليل من الذعر سينهيه قليل من الوقت.

سؤال: سيدي خادم الحرمين: سؤال آخر وأخير: ما الذي كان يشغل عقول زعماء الدول العشرين وأنت تجتمع معهم؟
- جواب: قلت لك هؤلاء اقتصادات بلدانهم بالتريليونات، ودخولهم الوطنية ذات مبالغ عالية ومخيفة، لكن مسارات هذه الدخول وإنفاقها يتم بشكل مدروس ودقيق، ربما يتعرض لبعض الإشكالات، لكن ليس لديهم أزمة بلا حل، وقد يتحول مردود هذه الأزمة من سلبي قاتل إلى إيجابي نشط تعاد معه الحسابات وتعالج أوجه الخلل لمستقبل أفضل.

لقد لاحظت أن ما يشغل زعماء الدول العشرين في اجتماعهم هو العمل على أن لا تخلق هذه الأزمة وراءها بطالة عمالية، كون هذا الأمر مقلقا لهم، أما باقي الأشياء كحجم الإنفاق والتباطؤ الاقتصادي والذعر الشديد الذي أصاب الناس، كل هذا له علاج لديهم عبر ترشيد الإنفاق لبعض الوقت.. لقد كان أمر العمالة والبطالة محل اهتمام الزعماء العشرين، وعلى كل هؤلاء لا ينقصهم الفهم لسبل معالجة أزماتهم، وهذا ما لاحظته وبدا جلياً خلال اجتماعي معهم.
[/font]
ابن اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس