عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-12-2008, 12:18 PM   #10
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي

استوقفتني بعض المواقف التي لفتت انتباهي من بينهما أمر تلك السيدة الذي لفت انتباهي إليها بينما كنت عائدة من عملي سيرا على الأقدام بدا عليها الإعياء الشديد والإرهاق.. بخطى مثقلة تتنقل هنا وهناك وتجوب شوارع غزة التي باتت خالية من المارة تبحث عن ضالتها..'أم العبد' سيدة في العقد الرابع من عمرها بدأت وكأنها في أواخر الستينيات لما رسم من ملامح الألم والحسرة على وجهها، تقول 'أم العبد' : منذ الصباح خرجت من المنزل متوجهة إلى محطات تعبئة غاز الطهي لكني فشلت فالمحطات أغلقت أبوابها ولم يعد لنا أي سبيل لذلك، وتمضي بقولها: نصحتني إحدى الجارات أن اشتري 'قرص كهربائي' ما يشبه المدفأة للطهو بشكل مؤقت إلى أن يتم حل مشكلة انقطاع الغاز المنزلي،وتشير إلى أن زوجها مريض يرقد بالفراش وليس بمقدوره الخروج من المنزل والبحث عن الغاز أو مستلزمات أخرى سيرا على الأقدام، وتركت أطفالي عنده ينتظرون عودتي بأمل كبير أن ينعموا بأكلة مطبوخة، وتشير بألم ويأس لا ادري كيف سنستخدم قرص الكهربا للطهي والتيار الكهربائي ينقطع باستمرار ويبدو أننا سنضطر للعودة إلى أكل النواشف والساندويتشات والاعتماد على وجبة غذائية واحدة فقط.



فيما أكدت الحاجة 'أم سليم أبو سعده' من بيت حانون شمال غزة أنها فشلت في تعبئة اسطوانة الغاز الوحيدة في المنزل بعد نفاذها قبل أكثر من أسبوعين، فمحطات الغاز أقفلت بسبب الحصار ومنع الاحتلال إدخال الوقود وغاز الطهي، وتقول: حتى 'القرص الكهربائي' الذي من الممكن استخدامه بشكل مؤقت في الطبخ إلا أن ثمنه أصبح باهظا لا استطيع ابتياعه، فأصبح ثمنه '60 شيكلا' بدلا من '25 شيكلا'، وزوجي عاطل عن العمل ودخل الأسرة محدود والاعتماد الأساسي على المساعدات الإنسانية، وتضيف 'أم سليم' لم نقف مكتوفي الأيدي واضطررنا للطهي على الحطب وإيقاد النار في حوش المنزل ليس من أجلنا ولكن من اجل أطفالنا الذي مازالوا صغارا لا يدركون ماهية الأزمة.


وتتواصل معاناة أبناء قطاع غزة المتفاقمة كل يوم خاصة والتي أثرت بشكل كبير على النساء منهم، السيدة'رجاء سامر' تبلغ من العمر'27' عاما وهي حامل بشهرها الثامن بدت علامات القلق عليها وهي تشعر باقتراب موعد ميلادها فهي تسكن بمنطقة بعيدة عن المستشفيات الرئيسية، وتقول: ما أخشاه هو أن يأتي موعد الولادة ولم استطع الوصول إلى المستشفى، فلا سيارات إسعاف ولا سيارات أجرة ولا وقود أصلا، وأضافت مازحة متعالية على خوفها يبدو أنني سأضطر لأحجر عربية كارو يجرها الحمار لنقلي إلى المستشفى، وأكدت أنها لا تستطيع أن تواصل ترددها على العيادة الطيبة بشكل مستمر للاطمئنان على حالتها الصحية وحالة المولود نظرا لبعد المسافة وانعدام الوقود.
__________________

محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس