عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-12-2008, 11:00 PM   #1
doktor
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2008
المشاركات: 83
Exclamation تقرير مجلس الاستخبارات الوطنية

الهيمنة الامريكية الى زوال عام 2025

حذّرت هيئة الاستخبارات الرئيسية في الولايات المتحدة, العالم, من ان الاخير بدأ يدخل بخطى سريعة الى مرحلة متزايدة الاضطراب وعدم الاستقرار وغير قابلة للتنبؤ بها, ولم يعد فيها تقدم الديمقراطية من النمط الغربي مضمونا, وتخضع فيها بعض الدول لخطر ادارتها من شبكات اجرامية.

يمثل تقرير مراجعة الاتجاهات العالمية, الذي يصدر عن مجلس الاستخبارات الوطنية, مرة كل اربع سنوات, قراءة متزنة لاوليات باراك اوباما وهو يستعد لتولي مهمته الرئاسية في كانون الثاني المقبل. ويحذر هذا التقرير من ان البلاد التي يرثها اوباما لن تكون قادرة على اطلاق الرصاصة الاولى وحدها, في زمن بدأت سلطتها على عالم تتزايد فيه تعددية الاقطاب بالتراجع.

وبنظرة التقرير الى المستقبل حتى عام ,2025 يرى مجلس الاستخبارات الوطنية (الذي يقوم بتنسيق التحليلات الواردة من جميع اجهزة المخابرات الامريكية), الى عالم متشرذم, يتصاعد فيه الصراع على الموارد الشحيحة, وتحتضنه على نحو سيئ مؤسسات دولية متداعية, بينما يزداد الانتشار النووي, خاصة في الشرق الاوسط, وحتى النزاع النووي فيه يأخذ في النمو والاتساع.

ويحذر التقرير, الذي يحمل عنوان الاتجاهات الدولية حتى عام 2025: عالم متحول. من ان انتشار الرأسمالية الديمقراطية الغربية لا يمكن اخذه امرا مسلما به, كما كانت الحال ايام جورج بوش والمحافظين الامريكيين الجدد. فجاء فيه انه ما من واحد من المخرجات يبدو مقدرا.. فالموديل الغربي من الليبرالية الاقتصادية, والديمقراطية والعلمانية, على سبيل المثال, التي افترض الكثيرون حتميتها, قد تفقد بريقها... على المستوى المتوسط على الاقل. واضاف بان الثروة لا تنتقل, اليوم, من الغرب الى الشرق وحسب, بل انها تتركز اكثر بأيدي الحكومات, ضاربا مثالي الصين وروسيا. وقال التقرير انه في اعقاب الازمة المالية العالمية لعام ,2008 يبدو ان دور الدولة في الاقتصاد آخذ في الاجتذاب بصورة اكبر في جميع انحاء العالم.

في الوقت ذاته, ستصبح الولايات المتحدة اقل هيمنة في العالم - ولن تعود الدولة العظمى, التي لا تنافسها اية دولة اخرى, كما كانت الحال منذ نهاية الحرب الباردة, لكنها ستكون الاولى بين الانداد في عالم اكثر انسيابا وتوازنا, ما يجعل من احادية عهد بوش سياسة غير قابلة للاحتمال.

ويتنبأ التقرير بانه في غضون العقدين المقبلين بأن تعددية اللاعبين المتنفذين, وعدم الثقة في قوة هائلة يعنيان فرصة اقل بالنسبة للولايات المتحدة لاطلاق النار دون تأييد من شراكات قوية. وهذا استنتاج ينسجم مع تفضيل الرئيس المنتخب باراك اوباما للتعددية. غير ان النتائج التي توصل اليها المجلس منشئ التقرير توحي بانه مع مرور السنين, قد يكون من الصعب على واشنطن تجميع ائتلاف من الدول الراغبة لاتباع اجندتها. فالمنظمات الدولية, مثل الامم المتحدة, تبدو غير مهيأة لسد الفراغ الذي خلفه تراجع الهيمنة الامريكية, في زمن من الازمات المتعددة المحتملة, يحركها تغير المناخ, وتزايد شحّة الموارد, مثل النفط, والغذاء والمياه. وجاء في التقرير ان هذه المؤسسات تبدو عاجزة امام التحديات الآخذة في البروز من دون توافر جهود منسقة من زعمائها.

وفي شرح واضح, على نحو غير اعتيادي, لمستقبل محتمل, يعرض التقرير لمدخل مذكرات رئاسية يومية خيالية, اعتبارا من 1 تشرين الاول ,2020 تتحدث عن اعصار مدمر, اشعله احتباس حراري, وضرب نيويورك وسط الجمعية العامة السنوية للامم المتحدة. وكتب هذا الرئيس غير المسمى في مذكراته يقول: أظن ان ذلك الاعصار مقبل علينا, وكان صدمة قاسية. اذ كانت بعض المشاهد تشبه مواد من اشرطة اخبار الحرب العالمية الثانية, والفرق الوحيد هو ان المكان ليس اوروبا, بل مانهاتن. وما تزال راسخة في ذهني تلك الصور لحاملات الطائرات الامريكية, وسفن الشحن الضخمة التي تعمل على اجلاء ألوف البشر في اعقاب الفيضان.

واذ يستقل الرئيس الخيالي المستقبلي طائرته للمشاركة في حفل استقبال مرتجل للامم المتحدة, يقام على ظهر حاملة طائرات, يعترف بأن تراكم الكوارث, وانصهار الجليد, وتدني المحاصيل الزراعية, وتعاظم المشاكل الصحية, وما شابه ذلك, تدق نواقيس خطر مرعبة, واكثر رعبا بكثير مما توقعنا قبل 20 سنة.

كانت آخر مرّة نشر فيها مجلس الاستخبارات الوطنية الملامح الاربعية (كل اربع سنوات) للمستقبل في كانون الاول .2004 وفي حينه, كان الرئيس بوش قد تم انتخابه للتوّ, ويستعد للتنصيب الانتصاري الثاني, الذي سجل العلامة العليا لمياه المحافظين الجدد. وتماهى ذلك التقرير مع مزاج الزمن. وحمل ذلك التقرير عنوان رسم طريق مستقبل العالم حتى عام ,2020 مصورا استمرار هيمنة الولايات المتحدة, ومفترضا ان معظم الدول الكبرى قد تخلّت عن فكرة اقامة توازن معها. غير ان تلك الثقة غائبة تماما عن هذا التقييم الحالي الاكثر براعة بكثير. كما اختفى منه الاعتقاد بأن مخزون النفط والغاز تحت الارض كان كافيا لتلبية الطلب العالمي عليهما. ذلك ان التقرير الجديد يرى الى الانتقال الى محروقات (وقود) أنظف كأمر محتوم. ولا تعدو المسألة فيه الا مسألة سرعة.

يعتقد مجلس الاستخبارات الوطنية بانه من المرجح تماما ان تتخلف التكنولوجيا عن استنزاف احتياطات النفط والغاز. ومع ذلك, فان تحولا فجائيا فيه سيخلق مشاكله الخاصة به, ما يؤدي الى عدم الاستقرار في الخليج وروسيا. وفي حين ينظر الى الدول الصاعدة اقتصاديا. مثل الصين والهند والبرازيل, على انها توسع نفوذها على حساب الولايات المتحدة, فلا يمكن قول الشيء ذاته عن الاتحاد الاوروبي. ويبدو على المجلس انه واثق نسبيا من ان الاتحاد الاوروبي سيفقد هيبته بحلول عام .2025 ذلك ان المشاحنات الداخلية فيه, و هوة الديمقراطية التي تفصل بين بروكسيل والناخبين الاوروبيين ستجعل من الاتحاد الاوروبي عملاقا أعرج, عاجزا عن ترجمة قوته الاقتصادية الى نفوذ عالمي.0

الغارديان البريطانية
doktor غير متصل   الرد مع إقتباس