عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-12-2008, 05:15 PM   #22
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

أختي العزيزة الحنين :
هذه الخاطرة بقلبك ملونة ومن أريج نفسك مكونة. في الواقع أرى الخاطرة جميلة للغاية ولابد من الإشادة بجوانبها الجميل والأقل جمالاً .
من حيث رصد الحالة ، فقد كانت الحالة رائعة وهي حالة الحديث إلى المحبوب وفي أثناء الكلام تقص عليه ما كانت تقوم به في حالة غيابه والبعد عنها حتى كأن الكلام كله في الماضي فإذا به تلقي بهذا الكلام إليه وهو كأنه -طوال الخاطرة- صامت .كأني بلغة عيون متروكة للقارئ حت يستنبطها بنفسه .
على صعيد التناول كان التناول أو المعالجة مزيحًا من الرمزية والمباشرة وإن كانت الرمزية غالبة بدرجة تتجاوز الثمانين في المئة على الأقل . يُحسب لك -في رأيي المتواضع- أن الرمزية لم تصل بك مبلغ الإغراق والغموض ولا المباشرة بلغت بك حد الخطابية والتقريرية. وأخيرًا وجود المنولوج الداخلي كان عنصرًا فاعلاً في إضافة حالات نفسية متباينة وإن كنت أعيب وجود الصور التي تحدّ خيال القارئ وتجعله كأنه مسيّرٌ وفق رؤية صاحبة العمل. إذًا .. نحن في فن الخاطرة ولسنا في فن الفوتوغرافيا ، فتحت أي ظرف لا يكون استخدام الصور جائزًا حتى لا يحسب أحد أنه عجز عن إيصال المعنى بالكلمة.
والآن .. إلى النص

بحورٍ من آهات الشوق .. و عذوبة المشاعر التي تنساب بين حنايا الروح ..
صمت المساء يغدق العطايا الكلاسيكية على ضوء الشموع
..
لتتهادى أنوار النجوم المتراقصة حول فضيات القمر المتناثرة على سطح الزجاج البارد ..
آهة تزلزل النسمات التي تعبق بها أجواء الهدوء .." هذا رسم للخلفية الكلمات كانت في بيئتها وحقولها الدلالية السليمة فالانسياب للبحور ، والحنايا للمشاعر النجوم والقمر .. كان رسم البيئة لا غبار عليه وكان وجود النقاط (..) يعبر عن حالة بطء أو هدوء تتماشى مع الحالة المزاجية.(الاحظ أنك تفهمين فلسفة علامات الترقيم داخل العمل الأدبي وهذا أمر طيب ومطلوب للغاية ؛فالمحترفون أمثالك محسوبة لهم أو عليهم كل نقطة )كلمة كلاسيكية كانت في مكان قوّى من قيمة العمل فكأنك تحملين رؤية ضمنية مفادها أن الليل وهدوءه وهداياه من صفاء النفس أمر اعتيادي هذا يتماشى مع حالتك بينما في حالة أخرى قد تجدين الأمر اختلف. إذًا العبارات التقريرية وفقًا لإثبات وجهةنظر معينة يكون مسموحًا بها لأنها جاءت لنفي الضد.
على سطح الزجاج البارد : إذًا نحن أمام شرفة منزل(الذي فيه شرفة الذكريات) أو زجاج سيارة قرب البحر لاسيما إن كان في مدينة جدة بعد حي الشاطئ.
سرعة الدخول إلى النص العامي يوحي بحالة تسارع في الإيقاع إذ أن استدعاء المحبوب تم فورًا بعد رصد الحالة أي كأن هناك تراتبية زمنية مفادها أن الحب لا ينتظر سكوتًا أو كأن الصمت لم يقو على نفسه فاستدعى الذكرى تؤانسه.
الأسطر "ترنو.....السكون" كانت موفّقة وإن كنت أراها بحاجة إلى الاختصار والتركيز لكنها أختي الحنين أعادت إليّ ذكريات ميدان النورس بكورنيش جدة
تنحني خطوط الزمن على شفاهه ليخاطب وجهها الباسم" .. صورة مجازية جميلة فالزمن والذي قد لا يبدو للكثيرين صديقًا خاصة في موقف العشق هو بذات نفسه انحنى له كأنك تقولين ليس كل محبوب ينحني له الزمن. كما أنك دللت على هذا الانحناء بنهاية القصة والتي ظل المحبوب فيها ماثلاً ولم يبعده الزمن عنك .
" يتراءى وجهك الندي حبيبتي .. كما زهرة زينها القطر ..
لم أجده أمامي يوماً وما أجمله حين يرتسم في عقل قلبي النابض .. "
ولجت مباشرة وهذا أمر جميل إلى الحوار ولغة العيون دون أن تسردي وتقولي نظر إليها فنظرت إليه فقال فقالت .....
أداء احترافي .
يحفظ خطواته التي يشق بها طريقه في شوارع المدينة ..
ليرى بسمتها العذبة على قطرة ماء خلفها غيث البارحة ..
وترتسم عيناها الناعستان في بسمة طفل سرّته حلوى يلوح بها في يده .
.
ويتراقص حرير شعرها مع أغصان أشجار الزينة التي تتمايل مع النسيم " هذا كله كأنه استرجاع للماضي flashbackأرجو أن يكون استنتاجي سليمًا .

التعبيران أغصان الشجر \الزينة والبسمة والحلوى كانا تعبيران موفقان وفيهما اتكاء على الحالة أكثر من الاتكاء على الصورة.
المقطوعة الشعرية الثانية
ألقاك في بعض الوجيه ..
ويمرني طيفك و أجيه ..
يا باكر اللي أجهله أرقتني الأسئله ..
وأبطى العمر يستعجلك ..

كأنه هو الذي يقول لها هذا الكلام أو كأنها تتمنى لو قاله لها(هكذا فهمت).
"وتحملني قوافل الحروف على ترانيم القصائد المغنّاة بأعذب الأحلام ..
على سفح جبلٍ زينه شلال من حرير السكون
..
لأجد حلمي الغالي وقد استلقى على نسيجٍ من خيالي ..
فأخط بفرشاة ألواني محياك الذي حفظته بين محانيّ ولن أنساه
.."
هكذا انتهى الاسترجاع وبدأت ِ لتوّك تكملين الحديث من جديد
ما زال الشلال الرومانسي متدفقًا أرى فيه الحركة والعدسة تتنقل من بين مكان لآخر بانسيابية دون تكلف.
"وتحملني قوافل الحروف على ترانيم القصائد المغنّاة بأعذب الأحلام ..
على سفح جبلٍ زينه شلال من حرير السكون .." تعبير فيه صورة كثيرة محشودة بشكل يؤدي إلى التشتت أو هو تعبير محشوّ بتعبيرات فنية كثيرة أعلى مما تحتمله الحالة"
"من شروق النور في ضيه للشعر في غروبه ..
فالمحبوب رغم الشمس والقمر والجدب والمطر هو المحبوب وحالة الحب والتفاؤل والأنس به لم تتغير.
وكلها تعبيرات مناسبة للحالة والشاطئ
من شطوط الكحل في عيونك لنحرك
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 09-12-2008 الساعة 05:59 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس