عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-12-2008, 05:43 PM   #23
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


من شطوط الكحل في عيونك لنحرك ..
من بياض الثلج في خدك .. لجمر قاد في ثغرك
على مسافاتٍ من الشوق إليك ..
خطّت أقلام الجنون في خيالي ملامح وجهك ..

يباض الثلج ، الجمر الوقاد
هنا الرسالة مفادها أن الحبيب لا يتغير باختلاف ظروف الحياة و المكان فهو رغم الثلح ورغم حرارة الشمس ما يزال تأثيره في النفس لا يفتر.
مســـــــــــــافات الشوق .
الله الله الله الله تعبير محترفين .. لكأن الشوق صار رقعة لا يبلغ الفرد آخرها فصار فيه مسافات وليس مسافة واحدة .يا الله ما أشد الشوق !! إنها روعة التعبير وهكذا يكون المبدعون كل شيء لهم له مسافات تختلف عنا نحن العاديين.
خطّت أقلام الجنون في خيالي ملامح وجهك ..
على بساطٍ من أفكاري المترامية على شواطئ الهذيان ..
وجدت السواد الذي اكتحلت به عيناك .. وقد زين ليلي ..
وابتسمت لضحكات التهيؤ في عقلي نجوم الكون ..
تزورني كل ليلة أطيافك .. تحاكي ما تبقى من سكوني ..
تداعب ما ترامي على أطراف قلبي من نبض شعوري

هنا ألمح موازاة بين البساط والرمال والشواطئ والأفكار حتى كأن الأفكار صارت من شدتها وتوهجها وكثرتها واتساعها كالرمال فكيف بالبحار ؟وهذا ما يسمى بمراعاة النظير ، وهنا بيئة التشبيه كانت حاضرة ومكتملة بشكل مذهل .شواطئ الهذيان .. هنا أرى أسلوبًا جميلاً فيه فهم دقيق وعميق لما يسمى بسحر الكلمة ، فكلمة الهذيان مرتبطة في الوجدن بحالة جنونية مقيتة هيستيريا لكنك في هذا السياق جعلتيها مرادفة لحالة الاشتعال والذي لايقوى الفرد على السيطرة عليه ، فهو لم يأت ِ بمعنى تقريري بل بمعنى شاعري أفاد حالة من التوهّج وكأنها بديل عن كلمة يرقص قلبي .لكني لا أستسيغ تعبير ضحكات التهيؤ..بعد إعادة النظر فيها وجدتها يمكن الاستغناءعنها.
السواد الذي اكتحلت به عيناك .. أعجبني فيه أنه ذكرني بما قالته الشاعرة الكويتية سعاد الصباح في قصيدتها قصيدة حب إلى سيف عراقي :
فمنذ الطفولة كنت أحنّي يديّ بطين العراق وكنت أكحل عيني بليل العراق .. وأترك شعري طويلاً ليشبه نخل العراق.."
شطوط الكحل كناية عن شدة السواد وسواد العينين من تمام خصائص الجمال في الرجل والمرأة لكن الذي ألمحه هو شيئًا آخر : المحب إذا أحب وجد في محبوبه ما لايراه الآخرون . هكذا فلسفتك في العمل وهي أنك فقط أنت التي ترين هذا الكحل حتى ولو لم يكن كذلك في عيوننا نحن(أنا نفسي لم أره!!)
ما تبقى من سكوني ، أطراف قلبي .. كأن السكون حالة خاصة لديك ، حالة من الحساسية والشعور بالمحيط والمكان تغبطين عليها كأني أراك تقولين إن أجمل الصخب هو ذك الصخب الهادئ والذي هو الهمس . شعور جيد أن يكون الفارق بين السكون والحركة فارقًا بسيطًا لكن تقييمه في العين الشاعرة يختلف تمامًا.لاحظي كيف استدجتينا جميعًا من حالة الهدوء إلى حالة الصخب دون أن نشعر !هنا تنساب المشاعر لتدل على شاعرية صاحبها حتى أن الواحد فينا قد لا يكون أحسّ بالنقلة من حالة الهدوء التي كانت في الأسطر الأولى وبين الصخب الذي برهنتِ عليه بقولك "تبقى من سكوني"
أطراف قلبي :كناية عن شدة الاتساع . كأنه يتوازى مع الرمال والبحار قلب مثلهما يستحق كل هذا الإبداع .
لكأني بالمحبوب ينظر إليها ويسمع في شوق ولا يتكلم إذ هو مستغرق في الاستمتاع بقصصها الطفولي البراءة وهذا يشعرني أكثر بالشوق من ناحيتها . جميل أن يترك الشاعر أو الأديب للقارئ العمل يستنتج فيه كما يريد شرط وجود القرائن النصية المشيرة لذلك .
وأصحو ..
من حلمٍ راود آخر نقاط الصحوة مني ..
على ابتسامة متربعة على عرش السكينة مني ..
وأتنهد ..>>>>>>أشعر أن بها إقحامًا كبيرًا للصور المجازية.
أطلق بقايا المشاعر المكبوتة في نفسي ..
وأبتسم ..
لخيالٍ قاد حرفي لجنون وجودك أمامي ..
فما أجملك

وأصحو ، إذا كما استنتجت أنها كانت تقص على محبوبها ما كانت تحلم به (آخر نقاط الصحوة) تعبير أشعرني بشدة الاستغراق في الحلم
جنون وجودك أمامي ربما لاأستستيغ هذا التعبير فهي تتحدث عما بها هي وليس عما به والأصح -كما أظن- لجنون وجوي أمامك .

لكأني كالذبابة لا تترك العمل الأدبي حتى لو جئت لها بمضرب أو مبيد ..عمومًا العيب ليس مني ، من قال لك اكتبي خاطرة بهذه الروعة ؟!!
العمل أروع من رائع وفي تصوري الشخصي أنك حققت ِ فيه قفزة أكبر من (على شرفة الذكريات) الذي كان كالذهب وهذا جاء كالألماس فقط كان المأخذ في العنوان والحشد المسبب لتشتيت القارئ .
ميّز هذا العمل :
الإحساس بالوقت والمكان ، العبارات الفلسفية(فلسلفة الغروب) ، بيئة التشبيهات ، الصور المجازية ، الأيبات الشعرية .
عمل أحييك عليه دائمًا وكل عام وأنت بخير ودائمًا لأعمالك يتّقد الحنين.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 09-12-2008 الساعة 05:53 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس