عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-12-2008, 03:48 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي لا نستطيع البقاء في العراق من دونكم!

لا نستطيع البقاء في العراق من دونكم!

كل يوم يخرج علينا من على شاشات التلفاز، وجه أو (مكان وجه) من تلك التي لم تكن لتنعم، حتى بتمثيل دور السيد، لولا تكالب قوى الشر الكثيرة على العراق، ويعلن للملأ بأنه من الخطأ أن تخرج القوات الأمريكية من العراق، حتى بعد انتهاء الفترة التي حددتها اتفاقية الاستعمار الجديد للعراق، لأنه لم يكتمل بعد بناء الجيش العراقي، الذي لن يستطيع الذود عن حياض العراق من أعدائها!

من هم أعداء العراق؟ لا أظن أن هؤلاء يقصدون إيران، كما يحلو للبعض أن يفكر بذلك أو يقنع الآخرين بالتفكير بذلك، لا لأن إيران وديعة وليس لها مطامع بالعراق، بل لأن من يتكلمون هم من منشأ (إيراني) صرف، حتى وإن غيروا أسماؤهم وتكلموا بلسان عربي.

وإن وقعت أعين هؤلاء على كلمات كتبها أحد أشقاء الشعب العراقي، ثارت ثائرتهم، وأخذوا (يتملحون) بالكلام (تمليحا) : دعوا العراقيين يصلحون وضعهم بأيديهم، وانصرفوا أيها المتطفلون على شأن العراق لشؤونكم الخاصة وانظروا ما بين ظهرانيكم من تواجد أجنبي!

كلام جميل، لكنه يأتي من أناسٍ لا يتصفون بالجمال، فلو غير بعض المصلين قبلتهم، توها أو عمداً، فإن ذلك لا يعطي مبررا للمصلي أن يغير قبلته، خصوصا إذا كان يعرف الاتجاه معرفة صحيحة.

ثم لماذا حرام على العربي أن يتكلم بالشأن العراقي، وهو جزء هام من شؤونه الوطنية، وحلال على (أحمدي نجادي) أو (كوندرا ليزا رايس).

في كانون الأول من عام 1991، وبعد مرور أقل من عشرة أشهر، على تدمير جسور مدن العراق ومحاولة تدمير سد الموصل [ شمال الموصل ب 60كم] تحت ذريعة إخراج القوات العراقية من الكويت، عاد التيار الكهربائي وإسالة المياه والأبنية المدمرة الى سابق عهدها كما كانت قبل الحرب، وبهمة وجهود العراقيين. واليوم وبعد مرور ما يقرب ستة أعوام على الاحتلال الأمريكي، لم تستطع قوات الاحتلال و (أشباه الوجوه الحاكمة) إلا من نشر الإيدز والمخدرات وتفشي الكوليرا، ونهب التحف والمخطوطات والأموال العراقية.

ومع ذلك، لم يستطيعوا أن يتيقنوا ـ ولن يستطيعوا ـ من أنهم قادرين على حكم العراق، دون معونة الأجنبي، فلذلك يناشدونه بالبقاء، وهم يعلمون علم اليقين أن جراح أسيادهم العميقة ستجعلهم يهربون بأقرب فرصة، تاركين تلك الدمى لتواجه مصيرها المحتوم.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس