عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-12-2008, 12:39 AM   #2
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات
وبمقتضى هذه الآية فإن ( المكلفين ) بالعبادة هم الجن والإنس فقط
والتكليف هنا مرتبط بالعقل بكل تأكيد ، فإن انتفى وجود العقل سقط التكليف
كما في سقوطه عن المجنون والصغير والنائم
فإن انتهى سبب الإسقاط عاد التكليف مرة أخرى ، ولا يحاسب الإنسان بأمر لم يكن يعقله
وقد يكون الفعل صادر من الإنسان وهو في غير تلك الحالات الثلاث ، ومع ذلك يكون فعله غير نافذ
كما في حالات الطلاق عند الغضب الشديد الذي يفقد الرجل ( عقله ) في ذات اللحظة
وقد شبه الله سبحانه وتعالى الذين لا يعقلون بالأنعام في قوله تعالى :
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (179) سورة الأعراف
ويتضح هذا الأمر جليا في قوله سبحانه وتعالى في هذه الآية :
{أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (44) سورة الفرقان


يقول الشيخ / عبد الرحمن السحيم في أحد ردوده على من قال أن في السنة أحاديث تتعارض مع العلم ومع العقل
وإجابة الشيخ الكاملة لا مكان لها هنا ، وسآخذ منها هذه الجزئية لإثبات ما ذهبت إليه سابقا ، حين قال :

أن مورد التكليف هو العقل وذلك ثابت قطعا بالاستقراء التام حتى إذا فُقِد ارتفع التكليف رأسا وعد فاقده كالبهيمة المهملة وهذا واضح في اعتبار تصديق العقل بالأدلة في لزوم التكليف فلو جاءت على خلاف ما يقتضيه لكان لزوم التكليف على العاقل أشد من لزومه على المعتوه والصبي والنائم إذ لا عقل لهؤلاء يصدق أو لا يصدق بخلاف العاقل الذي يأتيه ما لا يمكن تصديقه به ولما كان التكليف ساقطا عن هؤلاء لزم أن يكون ساقطا عن العقلاء أيضا وذلك مناف لوضع الشريعة فكان ما يؤدي إليه باطلا

أما ما ذكرته عن ( الهدهد ) فأقول :
فالهدهد ليس مكلفا أن بعبادة ، وليس مكلفا بإحضار الأخبار لسيدنا سليمان
رغم ما أوتيه سيدنا سليمان لم يؤتاه أحد من العالمين ، وتلك خاصية له
وهذا لا يعني بحال من الأحوال أن الحيوانات والجمادات أيضا لا تسبح الله فذلك ورد نصا في القرآن
ولكن التسبيح هنا أمر تعبدي من نوع خاص لا علاقة له بالتكليف
فاالعبادة مرتبطة إرتباطا وثيقا بالعقل الذي جاء الدين ليحافظ عليه ، وجعل كل ما يذهبه حراما

مع ملاحزة أن للعقل البشري حدود لا يمكن أن يتجاوزها تحت أي ذريعة
فهناك أمور في عداد المسلمات لا يمكن للعقل أن يدركها ، وأبسطها ( هيئة الجن ) وأشكالهم
وما فوق ذلك كثير فيما أمرنا الله بتصديقه دون أن نعيه أو نعقله

تحياتي


__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس