الموضوع: أطياف وأشباح
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-12-2008, 11:12 AM   #10
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي

أخى وصديقى الحبيب .. المشرقىّ الإسلامى

هى مرات قليلة فى تاريخ الأدب حين يبرز النقد فوق العمل الأدبىّ نفسه فيرقى رقيا يطاوله ويتجاوزه ..

والنقد فن أشد صعوبة من الكتابة نفسها ولا يبرع فيه سوى قلائل فى كل عصر ..

العقاد كان ينقد العمل أحيانا فنراه بألف صورة وصورة فيضحى العمل من منظوره أكثر جمالا وسحرا ويرتقى بنقده به ومعه وفوقه ..

كان هذا العمل هو من أوائل أعمالى النثرية وربما أولها ولو أطلقت فيه قلمى الآن لعدلت واضفت إلى اللوحة الوان أخرى وغيرت من ألوانها القليل ..




إقتباس:
اللـــــــه!! ما أجمل هذه العبارة تشييع جنازة البطولة تجسيد جميل لتشبيه البطولة بالإنسان . هنا يتضح أن لك محورًا ذكيًا جدًا تستند إليه فكريًا وأيديولوجيًا . النص ليس بهذه البساطة يا أخي إنه يحمل توجهًا عميقًا ضاربًا في أصول الفكر. كأنك تتحدث على لسان فصيل من فصائل المقاومة أو توجهات شبابية تتزيا بالدين ما زالت تعيش فكرة في غير وقتها ؛الخلافة لاشك مطلب كل إنسان مسلم لكن في مثل هذه الظروف لا يمكن المطالبة بها .

فى رأيى أن مشاكل هذه الأمة بدأت فعليا من لحظة سقوط الخلافة .. فالمتتبع لكل علوّ وسقوط فى كل تاريخنا لرأى إستحالة النهوض والقيام كل مرة لكن من لا شىء نملك كل شىء لكن استحال القيام كل مرة سوى أن تكون القوى مجتمعة قدر إجتماع قوى الشر نفسها .. ما زلت أؤمن بخلافة الإسلام وهى لا شك عائدة لكنها تحتاج أكثر من التمنى ..





إقتباس:
أشعر بأن الحديث كان غير منطقي فصاحب السلاح هو الذي يقول معنا سلاح والمهزوم هو الذي يقول لا طاقة لنا بهم . هذا تفسير . التفسير الآخر :أن يكون الطيف الحالم هو الذي استنتج هذا الكلام فراح يبثه في صياغة ضمنية على لسان الشبح : لاطاقة لنا بهم ؟ ربما كان ينقصها علامة تعجب

الطيف منذ البدء يرى الحياة من منظوره الوردى والأزرق والأخضر .. فهو هنا يرى ثورة الشبح وينتقدها فلا حاجة للثورة إذا .. وهو يرى بعيونه البريئة أن السلام هو الحل والوضع ليس بهذا السوء بعد فالحرب لا مجال لها ولا طاقة له بها .. أما الشبح فهو هذا الثائر الغاضب الذى يرى إستحالة السلام سوى على شجرة تنبت من الدماء وهو لديه سلاحه المتطور وهو الشجاعة والقوة لكن ينقصه أهم عنصر فيها وهو الإرادة .. وهو هنا يقول (لم) لتفيد الجزم فى الماضى والحاضر لكن هناك أحتمالية نجاحه ولو قليلة فى المستقبل .. فهو رغم ما قد يبدو فيه من إنهزام ويأس ، متطلع لفجر جديد وإن تلون فيه الصبح بالأحمر ..






إقتباس:
كلمة فقيدنا شهيد تشعرني بأنك تستخدم لهجة الثوار المنتسبين للإسلام والذين يعيشون ليموتوا في سبيل أفكارهم وليس في سبيل أمر الله . فقيدنا شهيد أشعرتني بالكلمة الحق توضع موضع الباطل .

إقتباس:
هنا ترى الشبح إما متشددًا دينيًا أو علمانيًا يائسًا أو اشتراكيًا ناكسًا أو قوميًا بائسًا ....عبارات الشبح يمكن استقطاع أجزاء منها لتناسب هذه التيارات والأفكار والأيدولوجيات .


هنا كان الخيط .. فهذا الشبح يمضى فى كل إتجاه قد يعيد له حقوقه السليبة ويحقق حلمه الضائع ..
وفى هذا السبيل ، شأن كل ثائر .. يرى الموت من أجل قضيته حق مقدس .. فكيف إن تعانق هذا الفكر بقضية أمة باسرها ودين يُحارب فى كل الأرض .. هو قال فقيدنا وليس ميتنا .. فالفقيد هو الغائب عن المكان وهو غير الميت ..





إقتباس:
أجبني من صاحب هذه الأبيات فهو رومانسي لا أذكره .والأيبات كانت على بحر الخفيف يفيد حالة التغني وطول النشيد يدل على الإصرار المفضي إلى الملل من رؤية الشبح

هو أستاذى الأول ، أبو القاسم الشابّى .. شاعر الثورة والحب والجمال ..
وكان للخفيف وإيقاعه السريع سخرية وإستهزاءا كأنه يرقص رقصة الموت والحرب على أشلاء جثة هذه الأمة وهذا التاريخ ..





إقتباس:
للعمل قيمة كبيرة تكمن في الأنسنة (استخدام غير البشر وكأنهم بشر ) أو التجسيد ، إضافة إلى الفكر الفلسفي العميق والذي لم يستند إلى خصوصيات فلسفية تاريخية لا يعنى بها غير الدارس الباحث . الأسلوب الفلسفي كان عميقًا رغم بساطته وأظهر النمطلقات التي يعبر عنها الآخرون . وهنا ترى الشبح إما متشددًا دينيًا أو علمانيًا يائسًا أو اشتراكيًا ناكسًا أو قوميًا بائسًا ....عبارات الشبح يمكن استقطاع أجزاء منها لتناسب هذه التيارات والأفكار والأيدولوجيات .
العمل كان موجهًا أيديولوجيًا (حتى ولو لم تكن تقصد) وكان به مزج بين مختلف الفنون كالشعر والخاطرة ، وهذا العمل يسمى كما أظن (مونولوج) وهو فن صعب إتقانه نادر وجوده في زحمة الأصناف الأدبية المعاصرة .
لا أجد بعد ذلك إلا أن أقول لك انحزت للطيف لأنك( قوس) عملك يستحق الإشادة والتشجيع وعملك رائع للغاية ... أحسنت وباركك الله وكن كذلك دائمًا .. تحياتي

حقيقة رايت نفسى فى كل جانب وفى كل حرف دار فى هذا الحوار .. بل أؤمن بكله لا نصفه ..
وإن ملت أحيانا للشبح فى ثورة شبابه المفعم بالغضب والثورة والألم .. ففى قراءة التاريخ وكل أحداثه زاويتان للرؤية .. الأولى تجدد الأمل حين نرى رأى عين ما هو أسوأ ومنه تشرق شمس ما كان لها أن تشرق ..
هذه زاوية .. والثانية حين يرى يقينا بذات عينه الدقيقة ما تحتاجه الأمم فى البناء والقيام والنهوض ..
فهو وإن أظله الشباب ، فهو يعرف أن نهوض كل أمة يحتاج عشرات من السنين أى أنه لن يشهد من رحلة المجد إلا بدايتها ، هذا إن بدأت من الاساس .. هو يطمح بالكثير وهذا الكثير لا يتحقق فى أعوام قلائل ..
هنا إزدواجية فى التشاؤم .. ما بين واقع مرير ، ومستقبل حتمىّ مشرق لكنه لن يكون فى موكبه ..



المشرقى الإسلامىّ ..
كنت متابعا لما تكتب من نقد لكنى ما طمعت يوما أن أحظى بلؤلؤة من بحيرة حرفك وفكرك ..
لك الورد ، وشتان ما بين الورد واللؤلؤ لكنه ما أملك فاقبله من قلم تواضع لك فى فن النقد ، لا حبا وكرامة وإنما هيبة وإجلالا وعن حق يضعه مكانه .. ولك الحب فى كل هؤلاء ..

محبتى
__________________


آخر تعديل بواسطة محمد الحبشي ، 14-12-2008 الساعة 11:22 AM.
محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس