الموضوع: الذكريــــات !!
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-12-2008, 10:01 PM   #3
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الفارس مشاهدة مشاركة

ويظل التعامل مع الذكريات فن لا يتقنه كثيرا منا وانا منهم
كيف تتعامل مع ذكرياتك بشقيها المؤلم والسعيد


أخي الفاضل / الفارس

ميّز الله الإنسان بالعقل ، وجعله على قسمين
قسم ( واعي ) ومدرك لما يقوم به في ذات اللحظة
وقسم ( لا واعي ) وهو مدرك لكل ما مر بالإنسان من تجارب وخبرات ومعارف وعلوم وووو إلخ ، لكنه ليس حاضرا في ذات اللحظة
ومثله كمثل من يشاهد محطة تلفاز على الرسيفر ، وفي الرسيفر آلاف المحطات الأخرى تحتاج إلى إحضار فقط
وفي التقسيم بين القسمين نجد النسبة تفوق ( 9 : 1 ) لصالح العقل اللاواعي
وهذا يعني أن إستدعاء الذكريات من العقل اللاواعي بشقيها السعيد والمؤلم يحتاج إلى بعض الجهد
أو ( رابط ) من نوع ما يجلبه دون أن نشعر
فأغلب لحظات ضعفنا أو مخاوفنا أو فرحنا أو حزننا مرتبط بروابط لمواقف سابقة
وعندما نجد ذلك الرابط حاضرا فإن العقل الواعي يستدعي من اللاواعي الموقف كما هو ويصبح حاضرا فيه
ومن ذلك نظرية الخوف من أشياء بذاتها ، والتي عند البحث عن أساسها نجدها كانت نتاج تجربة معينة مرّ بها هذا الشخص في أحد مراحل حياته سواء كانت في القريب أو البعيد
وغالبا ما ترتبط الأشياء عندنا والحوادث بأشياء في عقولنا اللاواعية يتم إستدعائها عند وجود الرابط
فمثلا لو أن شخصا مر على حادث سير وفيه موتى ، وكان له بن قد مات في حادث مماثل
فإن الحادث الحاضر يكون رابطا لإستخراج الموقف السابق مع الإبن بكل تفاصيلة الصغيرة والكبيرة
ويعود الألم كما كان في ذات اللحظة التي وقع فيها حادث الإبن
وهذا أيضا ينطبق على حالات الفرح والسعادة
فغالبا ما ترتبط هذه الحالات بأشياء معينة سواء لباسا أو هدية أو صوتا أو لمسة أو ما شابه ذلك
فنجد أن البعض يستدعي حالات الفرح السابقة بمجرد ما يرى أمامه ما يربطه بها
فقد وجدت أحد الإخوة ذات يوم يضحك بهستيرية من لعبة أطفال رأيناها أثناء تسوق
وأستغربت من ضحكاته التي فاقت المعقول
ولكنني في النهاية اكتشفت أنه قد ( سرق ) لعبة مثلها من طفل آخر عندما كان صغيرا
ونال على إثرها ( علقة ساخنة ) من والده ، فماكان منه إلا أن كسرها

وأخيرا أصل إلى طريقة صناعة الروابط للحالات السعيدة أو الفرح
حتى يتمكن الإنسان من إستعادتها عندما يريد هو ذلك

والأمر ببساطة هو أن يتنبه الإنسان للحظات الفرح والسعادة
وفي قمتها يقوم بعمل حركة في جسدة تكون مؤلمة بعض الشيء
كأن يقرص كفه الأيسر أو خده أو جبهته بقوة مؤلمة

فإنه وفي كل مرة يضع يده على ذلك المكان المؤلم ستعود تلك اللحظات كما كانت
وأعرف بعض من يدخنون ( هداهم الله ) يضعون حرقا صغيرا على أكفهم في قمة حالات الفرح
كيوم زواج أو تعيين أو ما شابه ذلك
ويبقى هذا الأثر علامة لا يمكن أن تزول إلا بزوال الأثر

وجميعنا نملك في أيدينا أو وجوهنا ندبا في جرح أو أثرا لحبة شباب أو ما شابه
وبالتأكيد كلما نراها نستدعي مباشرة الموقف الذي كانت فيه ، أو المرحلة كاملة

موضوعك رائع أخي الكريم جعلني أسهب بعض الشيء فاعذرني

تحياتي


__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}



آخر تعديل بواسطة الوافـــــي ، 14-12-2008 الساعة 10:19 PM. السبب: صياغة
الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس