بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز :
هذا العمل أظن -والعلم عند ر بي- من الأعمال التي لو حاولت نسيانها لفشلت ،كما فشل الحب في إخفاء نفسه ..
العمل على بساطته ذو معنى فلسفي جميل وهو ما صغته أنت في العبارة الأخيرة
يمضي الحب الأعمى... يقوده الجنون
عبارة جميلة جدًا جمالها يكمن في أنها جاءت كمحلة لمجموعة من التفاعلات داخل القصة .
والقصة وإن كانت مباشرة نوعًا ما إلا أن هذا الأسلوب يتناسب مع الغرض ، فهو ليس غرضًا فلسفيًا بحتًا ولا غرضًا رومانسيًا وإنما هو رسالة عميقة في محتوى بسيط ، وما أعجبني في العمل أكثر هو أني لا أستطيع فصل أي مكون منه عن الآخر فالسبك كان دقيقًا ومتينًا في هذه القصة .
وجدت الرِقة مكاناَ لنفسها فوق القمر..
و أخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة
كان لبيئة العمل توافق مع المعنى المنطقي للأشياء فالرقة للقمر والخيانة للزبالة ..
وجدهم الجنون جميعاً.. واحداً بعد الآخر....
ماعدا الحب...
كاد يصاب بالإحباط واليأس.. في بحثه عن الحب... حين اقترب منه الحسد
وهمس في أذنه: الحب مختفٍ في شجيرة الورد!!
جميل أن رؤيتك هي أن الجنون وحده غير قادر على الحب وإنما جعلت هناك علاقة تراتبية كأنها 1-2-3 الخطوة الأولى اختفاء الحب الثانية وشاية الحسد الخطوة الثالثة هجوم الجنون الخطوة الرابعة ندم الجنون .
ظهر الحب.. وهو يحجب عينيه بيديه.. والدم يقطر من بين أصابعه...
صاح الجنون نادماً: يا إلهي.. ماذا فعلت؟..
ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟...
أجابه الحب: لن تستطيع إعادة النظر لي... لكن لازال هناك ماتستطيع فعله لأجلي...
كـُن دليلي..
و هذا ماحصل من يومها
يمضي الحب الأعمى... يقوده الجنون
الجملة الأخيرة في شكلها المجرد تكون عادية لكنها -داخل الإطار الكلي- تتخذ شكلاً في غاية الإبداع .
هذا العمل أراه لو مُــــثـــَّل مسرحيًا أو سينيمائيًا نقطة تحول في الفكر الإبداعي .. بلا مبالغة.
العمل أكثر من رائع وبساطته مع عمق المعنى كان عنصرًا فاعلاً فيه .
وفقك الله ودائمًا إلى الأمام