عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-01-2009, 12:36 AM   #3
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

تعاطف ليس وليد اللحظة

بداية يشير "كالونسي" في مقاله، إلى أن رد الفعل التركي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة كان لافتا؛ نظرا لحدته وقوة انتقاده لإسرائيل، بشكل لم يفعله أي طرف آخر؛ "فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نفسه قد حمل حماس مسئولية ما يجري، وقدم معلومات استخباراتية لإسرائيل عن قادة حماس؛ ومصر قد رفضت مرارا فتح معبر رفح المنفذ الوحيد للفلسطينيين؛ والرئيس الإيراني يغتنم الفرصة بإعلان قرب زوال إسرائيل".

من جانبه، يشير الكاتب الصحفي "أزقان إسلام"، في حواره مع شبكة إسلام أون لاين. نت، إلى أن الموقف التركي بدء منذ أول يوم من الغارات الجوية الإسرائيلية ضد قطاع غزة؛ حيث انتقد رئيس الوزراء "أردوغان" إسرائيل بشدة، وقام بجولة إلى الشرق الأوسط، وعقد مشاورات مع القادة العرب، كما أنه رفض الاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود أولمرت". كما وجهت الأحزاب المعارضة بدورها انتقادات شديدة إلى إسرائيل، وخرج الشعب التركي في مظاهرة مليونية.

ويقول "أزقان"، إن معارضة الدولة التركية، حكومة وشعبا، لهذه الهجمات يعد تطورا هاما جدا بالنسبة لتركيا، على ضوء أن ثمة اتفاقات عسكرية بين تركيا وإسرائيل بعضها علني وآخر سري.

وينوه "أزقان" إلى أن القضية الفلسطينية ليست قضية الإسلاميين فقط في تركيا، حيث لم يبدأ اهتمام الإسلاميين بالقضية إلا بعد اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. ويقول: "اليساريون الأتراك لهم ارتباطات عميقة مع القضية الفلسطينية منذ الستينيات والسبعينيات، والعديد منهم قد شارك في النضال الفلسطيني، مثل الصحفي البارز المشهور جنكيز تشاندر، وهو يساري شيوعي ماوي قام بالسفر إلى فلسطين ضمن المنظمات اليسارية التي سافرت إلى هناك".

البعد التاريخي إذن حاضر وبقوة في المشهد الراهن. فوفقا للكاتب "إبراهيم أقباب" –في حوار له مع شبكة إسلام أون لاين-، يكمن السبب وراء التوحد التركي في الموقف من العدوان على غزة في الاعتبارات التاريخية؛ حيث "الشعب التركي، بمختلف أطيافه، لديه أحاسيس تاريخية تجاه القضية الفلسطينية. والأتراك لديهم ذكريات أليمة مع غزة، فحتى عام 1917 كان العثمانيون موجودين في غزة، ودافعوا عنها كثيرا ضد الإنجليز، قبل أن تسقط في قبضتهم، وبالتالي يعتبر الأتراك القضية قضية وطنية بحتة، بنفس القدر الذي يعتبرها العرب كذلك".

أما الصحفي والباحث التركي "فايق بولوت"، يعدد محموعة من العوامل يرى أنها السبب الرئيسي وراء توحد تركيا بأكملها (الشعب التركي، والحكومة التركية وحتى أحزاب المعارضة العلمانية) في موقفها من العدوان على غزة، إذ يرى أن الروابط التاريخية والثقافية قد لعبت دورا كبيرا في هذا الأمر؛ فالأتراك تربطهم بالشعب الفلسطيني أخوة في الدين والحضارة، وحتى الأخوة في الإدارة لمدة 500 عاما (أيام الدولة العثمانية).

وفي حواره مع شبكة إسلام أون لاين. نت، يقول "بولوت"، إن "التعاطف مع الشعب الفلسطيني ليس وليد اليوم، فهو يرجع إلى عقود سابقة، خاصة في الستينيات، حيث شارك مئات من عناصر جيل 1968 الثوري اليساري التقدمي التركي في النضال الفلسطيني، وفي الدفاع عن بيروت في عام 1982، واستشهد العشرات منهم؛ مما دفع الحكومات التركية آنذاك إلى تبني نفس مواقف هذا الجيل من القضية الفلسطينية، رغم الاتهامات التي كانت توجهها لليساريين الأتراك بأنهم إرهابيون، وقد أدى تنامي المشاعر الدينية الإسلامية في السنوات الأخيرة، إلى زيادة التعاطف التركي مع الشعب الفلسطيني بوصف الفلسطينيين شعبا مسلما.

وإلى جانب كل العوامل السابقة، يضيف بولوت سببا آخرا للتعاطف مع الفلسطينيين يكمن في أن "الشعب التركي قد جرب الاستعمار عندما خضع للاحتلال بعد نهاية الحرب العالمية الأولى".
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس