عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-01-2009, 12:36 AM   #4
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

لماذا تحول التعاطف إلى حركة؟

وفيما يخص أسباب اهتمام تركيا في الآونة الأخيرة بالقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط، يرى "أزقان" أن هذا الموقف نتاج تطورات طرأت على الموقف التركي منذ خمس سنوات، خاصة مع احتلال العراق عام 2003، وخشية تركيا من قيام دولة كردية في شمال العراق بموافقة أمريكية، وتأثير إسرائيل الكبير في تلك المنطقة.. كل ذلك أدى إلى تغيرات وتحول في السياسة الخارجية التركية تجاه الشرق الأوسط. وفضلا عن ذلك، ساهم صعود حزب العدالة والتنمية التركي، ذي الجذور الإسلامية، في هذا التحول، "فالشعب التركي مسلم وهناك تضامن مع الشعوب المسلمة".

وعلى المستوى الداخلي، يقول "بولوت": "دفع هذا التعاطف الشعبي الأحزاب السياسية التركية، بما فيها الأحزاب المعارضة، إلى تغيير مواقفها والدفاع عن القضية الفلسطينية، فحزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض يشن حملات ينتقد فيها الحكومة لعدم اتخاذها خطوات حاسمة تجاه إسرائيل من قبيل إلغاء الاتفاقيات بين تركيا وإسرائيل، وحتى حزب الحركة القومية التوراني العلماني يشن الحملة على الحكومة لأنها لا تقف بما فيه الكفاية مع الفلسطينيين".

ويعزي "بولوت" هذه الحيوية التي تشهدها السياسة الخارجية التركية في الشرق الأوسط إلى الرؤية التي طرحها البروفيسور (أحمد داوود أوغلو) المستشار الأول لأردوغان، والتي تبناها حزب العدالة والتنمية كأساس لسياسة تركيا الخارجية.

وتقوم هذه الرؤية، التي يطلق عليها بولوت "العثمانية الجديدة" نظرا لاستحضارها التاريخي لسيطرة الدولة العثمانية على المنطقة، على أن تركيا دولة "مركزية"، ليست دولة "تابعة" أو مجرد دولة "طرفية"، وبالتالي فإن كل ما يجري في المنطقة يهم تركيا.

ويصف "محمد كالونسي" في مقاله السابق بجريدة الزمان هذا التحول بأنه "ثورة جذرية في السياسة الخارجية التركية"، حدثت مع تولي حزب العدالة والتنمية السلطة، ويقول: "هذا التحول قد استند بالأساس على رؤية البروفيسور أحمد داوود أوغلو، مستشار كل من عبد الله جول وأردوغان".

فقد رأى أوغلو أن تركيا ليست دولة طرفية "frontier"، كما كان ينظر إليها أيام الحرب الباردة حينما كانت تعتبر حصنا ضد التهديد الشيوعي، وهي أيضا ليست الممر "bridge" بين العالم الحر والعالم غير الحر كما كان ينظر إليها بعد انتهاء الحرب الباردة. لكن تركيا دولة مركزية "central" لديها القدرة على توفير الأمن والاستقرار ليس لنفسها فقط بل ولجيرانها في المحيط الأوسع.

وانطلقت رؤية "أوغلو" هذه من موقع تركيا الجيوبوليتيكي، الواقع وسط القارات الثلاث (أوروبا وآسيا وأفريقيا) والذي يربطها بالعديد من المناطق (منطقتي الشرق الأوسط والبلقان لأسباب تاريخية وثقافية، والقوقاز والبحر الأسود وآسيا الوسطى لأسباب ثقافية واقتصادية).

ووفق فكرة الدولة المركزية هذه، فإن بوسع تركيا أن تكون دولة محورية في كل من الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز وآسيا الوسطى والبحر المتوسط والخليج العربي والبحر الأسود، بل يمكنها أن تكون دولة "قائدة" في كل هذه الأماكن في نفس الوقت.

ويعتقد "أوغلو" أن الهوية التركية بمركزيتها الجيبوليتيكية الفريدة تستطيع لعب هذا الدور إذا ما أضيف إليهما مجموعة من المبادرات المحلية مثل تعميق وترسيخ الديمقراطية، واستيعاب الخلافات داخل المجتمع التركي وتقوية التنسيق والتوازن بين المؤسسات التركية المختلفة، الأمر الذي سيجعل من تركيا قوة عالمية بحلول عام 2023 (الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية).
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس