عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-01-2009, 12:37 AM   #6
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

آفاق الدور التركي

ولكن هل ثمة عوائق تحد من هذا الدور التركي المتوقع في المرحلة المقبلة؟ أي هل هناك حدود ومقدرات على مستقبل دور تركيا في منطقة الشرق الأوسط؟...

في هذا السياق يشدد المحللون الأتراك على أنه لا بد من النظر داخل تركيا وخارجها بموضوعية. ويعزي بعضهم ذلك لعوامل خاصة بطبيعة الأطراف الأخرى، الدولية والإقليمية، فيما يرى آخرون أن تقييدات الدور التركي تنبع بالأساس من مثالية مقولات داوود أغلو.

من جانبه، يشدد الكاتب "أزقان إسلام" على أنه لدى الحديث مستقبليا عن الدور التركي، فيجب النظر إلى الأحداث وإلى تركيا ذاتها بعيون موضوعية. ويؤكد على ضرورة عدم المبالغة في الدور التركي، قائلا: "العرب عادة ما يبالغون في دور تركيا في المنطقة".

ويشير "أزقان" إلى أن تركيا لا تستطيع لعب دور في القضايا الكبرى في المنطقة، فهذه القضايا تتجاوز تركيا والمنطقة كلها، ولكن ذلك لا يعني أن تركيا ليس لها دور بل هناك دور لا بأس به يكبر يوما بعد يوم وإن كان ببطء".

ويرى "فايق بولوت" أن توسيع نفوذ تركيا الإقليمي، ودورها المستقبلي سيما في الشرق الأوسط، سيكون محكوما بعدة عوامل، أبرزها:

أولا: علاقة تركيا بالولايات المتحدة الأمريكية؛ فوصف مراكز الأبحاث الأمريكية المرموقة -مثل "راند" و"كارنيجي"- لتركيا بأنها الدولة النموذج الذي يجب أن تعتمد عليه الولايات المتحدة، قد يؤثر على دور تركيا الإقليمي، حيث سيتم النظر إليها على أنها تابع للولايات المتحدة، وبالتالي قد تتأثر علاقاتها بقوى المقاومة في المنطقة مثل حماس، والتي تحظى بالقبول لديها الآن.

ثانيا: أجندة السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة، فهي قد تعتمد على تركيا بشكل كبير في آسيا الوسطى. والأمريكيون الآن يتحدثون عن (آسيا الوسطى الكبرى) فيما يغيب (الشرق الأوسط الكبير أو الجديد). وبالتالي ستشكل تركيا منصة الانطلاق إلى تحقيق ذلك، وستكون بمثابة ركيزة السياسة الإستراتيجية الأمريكية تجاه آسيا الوسطى، ولكن ذلك سيكون محكوما بمدى توافق المصالح التركية مع الأمريكية، أما الشرق الأوسط فتتعدد أطرافه وتتشابك إلى القدر الذي يجعل الدور التركي ثانويا، أو أوليا حسب مقتضيات الحال.

ثالثا: أن تنامي الدور التركي في المنطقة قد يخلق حساسيات لدى الدول الإقليمية الرئيسية مثل مصر التي قد تعتبر تنامي الدور التركي على حساب تراجع دورها الإقليمي، وهو ما ينطبق على إيران حيث لديها نفس الحساسية، وربما هذا ما يفسر تصريحات بعض المسئولين الإيرانيين بأن الدور التركي لن ينجح في التوصل إلى تسوية لعدوان غزة.

أما المحلل السياسي "محمد كالونسي"، فهو ينتقد فكرة الدولة "المركزية" التي ينادي بها داوود أوغلو، قائلا: "يبدو كلام أوغلو ضربا من التفكير المثالي، وأن تركيا أصلا دولة "طرفية" مثلما هي دولة "مركزية"؛ فالسياق الجغرافي يحتم عليها ذلك. أما كون الحديث عن دولة مركزية تكون فاعلا عالميا، فهذا ما يحتاج إلى أجيال كثيرة قادمة؛ ولذا فإن "حزب العدالة والتنمية لن يمكنه سوى أن يقوم بخطوة على طريق تحقيق درب الخطوة الكبرى".

وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، يرى "كالونسي" أن تركيا لن يمكنها أن تتبع سياسة أوغلو، طالما لم تتغير أنماط القيادة في هذه الدول، مما يقلل من قدرة تركيا لقيادة أي تغيير هيكلي في سياسات القوة في المنطقة أو في مقاربات القوى الدولية الكبرى تجاه المنطقة.

ويقول المحلل التركي إن "الدرس الوحيد الذي يجب أن تلاحظه تركيا أنه طالما أن هذه النظم السلطوية ما دامت موجودة في منطقة الشرق الأوسط، فإن أنقرة لا يجب أن تتوقع أن تكون قادرة على إعادة تشكيل وتنفيذ سياسة دائمة بالتعاون مع قادة هذه الأنظمة السلطوية".

وبالرغم من ذلك، يرى "كالونسي"، أنه "بوسع تركيا، سواء بقيادة حزب العدالة والتنمية أو غيره من الأحزاب، أن توسع من نفوذها الإقليمي في المنطقة.. لكن لا يجب أن تتوقع أنقرة من إسرائيل أن تغير من سياساتها تجاه الفلسطينيين، ولا أن يتخلى الزعماء العرب عن ترددهم التقليدي في اتخاذ أي خطوة أو فعل.. وبالتالي على تركيا أن تركز على ما تستطيع تقديمه فعليا للفلسطينيين؛ ففي المدى القريب يجب على أنقرة أن تستخدم علاقاتها الدبلوماسية للنفاذ إلى الأراضي المحتلة لتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين والقيام بجهود إعادة الإعمار في قطاع غزة".
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس