عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-01-2009, 06:35 PM   #5
ابن اليمامة
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 3,553
إفتراضي

تااااااااابع

ضيوف منحازون

س: سأترك الفصل في هذه المسألة للإعلاميين المتخصصين المستقلين، وأظل معك في نفس النقطة، فلو رصدنا حواراتكم مع ضيوفكم، ليتلمس الراصد أن نوعية الضيوف الذين تجلبونهم هم منحازون لهذه النظرة، هاك مثالا في دحلان.. الذي له موقف منحاز لإسرائيل ونبذه حتى الفتحاويون، وكان مهملا فجلبتموه في الأيام الأولى للهجوم الصهيوني.

ج- ضيوفنا كلهم كل الفاعلين في الأزمة، ظهروا على الشاشة، وسبق أن قلت لك لماذا وكيف. دحلان ظهر مرة واحدة في كل الأزمة وطالب بتوحيد الصف وراء حماس في غزة. أيضا، ومنذ اليوم الأول كان الحماسيون على شاشتنا بلا انقطاع،
وبكثرة لا يمكن أن تقارن بأي فريق سياسي أو حزبي آخر ظهر على "العربية". كلهم ظهروا؛ من أسامة حمدان إلى محمد نزال وموسى أبومرزوق، وقمنا ببث خطب خالد مشعل وإسماعيل هنية ومحمود الزهار وغيرهم. أنت لم تسألني عن الضيوف الإسرائيليين لأنك تعرف أن محطتك المفضلة تستضيفهم كل ليلة تقريبا، في حين يندر أن يظهروا على "العربية". وبالتالي من منا يستحق أن يسمى بالعبرية!

س: (ضاحكا) ليست قناتي المفضلة فقط، بل لملايين المشاهدين، وأتفهم تماما ما رميت به "الجزيرة" أنها هي العبرية، ولكن طالما طرحت موضوع الإسرائيليين. إعلامي مثلي، يميز تماما كيفية انتقاء ضيوفكم مع قناة منافسة كـ "الجزيرة"، مذيعو الأخيرة لا يتركون الضيف يدلي برأيه فقط، بل يجابهون الضيف بكل سجالية، ويعبرون عن كل الأسئلة التي تختمر في داخل الإنسان العربي، فيما يكتفي مذيعوكم بإعطائهم الفرصة ليقول ما لديه، دون أدنى محاولة من مذيعيكم في استكناه الأسئلة التي تلوب في نفس المشاهد العربي.

ج- الزملاء يسألون ويحاورون، ويقومون بواجبهم الصحفي ويعطون الضيوف فرصة للرد، وليس فقط للحضور.

س: أنا أرد عليك هنا أستاذ عبدالرحمن، عبر هذه الدلالة الرمزية التي لا تخفى على إعلامي عريق مثلك، في أن "حماس" أغلقت مكاتبكم، فيما الدولة الصهيونية وبخت "الجزيرة" واتهمتها بالانحياز ضدها.. كيف تقرأ ذلك؟

ج- من أكاذيب الحملة إشاعة أن "حماس" أغلقت مكتبنا في غزة، والمضحك أن الذي نشر الكذبة في أحد المواقع الإلكترونية طلب من الناس أن تشاهد "العربية"، حيث لا يوجد مراسل لها يظهر من غزة، وبعد دقائق من تلك الرسالة المشبوهة طلبنا من زميلنا إسلام أن يخيب آمالهم فأطل على الشاشة من مكتبنا من غزة، ثم ظهرت زميلتنا حنان. أما بالنسبة للإسرائيليين وعتابهم لـ "الجزيرة" فهو أمر يخصهم، ولا يهمني أن أعلق عليه.

س: هل أفهم من إجابتك أن "حماس" راضية عليكم، أنتم يا قناة "العربية"؟

ج- قد تعجب إذا قلت لك إن الإخوة في حماس هم أكثر حرصا على "العربية" من غيرهم، وقد قاموا -مشكورين- بالتأكد من سلامة زملائنا على الأرض، وفي مرات كثيرة كانوا يخصون "العربية" بأخبار قبل غيرنا. والله كنا نخجل من حساسيتهم تجاهنا، وهم في وضع عسكري وإنساني أعظم من قضايانا التنافسية الصغيرة، إلى درجة أنهم أجلوا بث كلمة خالد مشعل لساعتين مراعاة لإشكال فني من جانبنا، مع أنها كلمة موجهة للعالم، وليست خاصة بنا. ومحمد نزال كان يحتمل الانتظار ويبقى على الشاشة لوقت طويل على العربية، رغم أننا نبدل الضيوف معه.


القتيل أم الشهيد

س: والله لن تفاجئني وحدي بهذه الإجابة، بل سيتفاجأ معي كثيرون لديهم غير هذه المعلومة، عموما سآتي للإشكال القديم معك، الذي طرحته معك في (مكاشفات)، جمهرة كبيرة من علماء المسلمين قالوا بأن الحرب في فلسطين هي من الجهاد اليوم، وبالتالي فإن من يسقط من المسلمين فهو شهيد، "العربية" تصر على أن تسمي شهداء غزة بالقتلى، لماذا؟

ج- هذه مسألة محل خلاف بين علماء المسلمين أنفسهم، لا الإعلاميين فقط. مهنيا يفترض ألا تقرر المحطات التلفزيونية في التقرير الإخباري الشهادة لأحد، بل تقدم المعلومة وتترك للمشاهدين والمعلقين والضيوف أن يكملوا الحدث بالرأي. يا أخي اسمح لي أن أذكرك أنه عندما كان يقتل العزل المدنيون في المملكة من قبل القاعدة ظلما، كانوا يوصفون بالقتلى في الإعلام العربي، وكذلك ضحايا في مصر والجزائر والمغرب وآلاف المدنيين في العراق، كلهم يسمون بالقتلى. أما عندما يقتلون في لبنان أو فلسطين يصبحون وحدهم شهداء. نحن في "العربية" ننسجم مع أصول العمل الصحفي التقريري.

سمينا رفيق الحريري قتيلا، رغم أنه قتل غيلة، وكذلك سرنا على نفس النهج المهني مع كل ضحايا العنف والظلم في كل مكان. والشيخ محمد بن عثيمين (رحمه الله) كان حاسما برفض تسمية القتلى بالشهداء. وإذا كان رأي سماحته، أسكنه الله فسيح جناته، لا يقنعكم، فما قولكم في كتاب الله الذي سمى ضحايا المسلمين بالقتلى، فمن أنتم حتى تستنكروا علينا ذلك.

"العربية" أكثر تعاطفا ورحمة بأهل غزة من غيرها، تقريرا ورأيا وطرحا، أما البعض الآخر فيستخدمونها للمزايدة والشعبوية. قياس التعاطف ليس بالكلام بل بالفعل، و"العربية" بادرت من أول بداية نهر الدم؛ ففتحت شاشتها تحث على نجدة أهلنا في غزة عبر المنظمات الإغاثية مثل منظمة الأونروا، وأطباء بلاحدود، والندوة العالمية للشباب الإسلامي.

س: أصدقك القول أنني متفاجئ مرة أخرى باستشهادك بالشيخ ابن عثيمين، ولعل ذلك يكشف جانبا في ثقافتك وقراءاتك، ولربما أبادرك بسؤال في استشراف رؤيتك عن هذه الحرب الإعلامية الدائرة وقد خضت حروبا كثيرة مثلها؟

ج- الحروب الإعلامية تتشابه، إلا أن الدروس تمر دون أن نتعلم منها. تعتقد أن الناس تدربت من الحروب الإعلامية الماضية على التمييز، وتظن أن الوسائل الإعلامية تعلم أن الكذب حبله قصير، لكن ذلك ليس صحيحا، والحرب الحالية ليست خارج هذا السياق.


مطالبة بالإقالة

س: بالتأكيد، اطلعت على مقالات وتقارير تهاجمك شخصيا، خلال الأسبوعين الماضيين، حتى إن أحد خصومك كتب يقول إن عبدالرحمن الراشد خلط بين الخلاف السياسي مع دول محور إيران ومنها حزب الله وحماس، وأنه ارتكب خطأ في إدارته لحرب حماس الإعلامية الحالية، وطالب صراحة بإقالتك من منصبك، هل من تعليق؟

ج- الإقالة أرحب بها من حيث المبدأ، لكن أرفض التفسير الذي ذكرته. "العربية"، أكرر، هي محطة أخبار لا جهاز دعائي يريد مني الإخوة الغيورون مسخها وقيادة الناس في اتجاهات ترضيهم سياسيا. إذا كنت خروفا عليك أن تشاهد المحطات الأخرى، أما إذا كنت تجد في نفسك صقرا حرا، وتريد معرفة الحدث بتفاصيله الضرورية فإن "العربية" نافذة مفيدة لتشكل رأيك كاملا، دون أن تضطر إلى تبني موقفها إن كنت تشعر أن فيها موقفا لا يرضيك.

س: ما يشجعني على أن أمضي في أسئلة استفزازية، أنني أمام إعلامي يعرف بعض متطلبات الحوار الصحافي، لذلك أسألك عن هذا الخبر، الذي انتشر في نطاق واسع في الانترنت، وهو خبر حصولك أنت ورئيس تحرير "الشرق الأوسط" على جائزة صديق إسرائيل لعام 2008م، وذلك مذكور في موقع فيلكا الإسرائيلي، أولا ألف مبروك، وثانيا بودي أعرف كم قيمة الجائزة؟..

ج- نطاق واسع! أعجبني إطلاقك هذا الوصف، فإن كان صحيحا فهذه مشكلة؛ لأن مصدر الخبر عندكم صار هذه الأيام موقعا، مثل دبكة وفيلكا الذي يسمي نفسه إسرائيليا حتى يقنعكم. فيلكا هذا موقع تابع لحزب الله، متخصص في شتم المملكة.


حذاء جورج بوش

س: من أسف أن أحداث غزة أوقفت وفوتت علينا كإعلاميين الشماتة في صديقك المغادر جورج بوش، وهو يتلقى هدية وداعه عبر حذاء منتظر الزيدي.. ألا ترى أن الاحتفاء، ليس العربي فقط، بل العالمي بتلك الحادثة، هي تعبير عن سنوات حكمه.

ج- لا أظن أن حرب غزة فوتت عليكم الشماتة، فقد أمضيتم معظم شهر ديسمبر للاحتفاء بحذاء منتظر، وأنا كتبت أيضا بأن منتظر رفه عنا كثيرا بحذائه. غزة أعادتنا إلى الواقع الأليم الذي لا تفيد فيه الأحذية.

س: مهما أغضضت الطرف أو حتى بررت له أستاذ عبدالرحمن، ألا تتفق معي أن ذلك الحذاء قد خلده التاريخ، ولن يتذكر الناس أي إنجازات، سوى وداعه بتلك الطريقة التي تليق به جزاء جرائمه في العراق وأفغانستان. وإذا ما ذكر بوش في مستقبل الأيام، سيذكر مباشرة بذلك الحذاء.

ج- أعتقد أن بوش لا يمانع في أن ينشغل الناس برميه الحذاء على أن يتذكروه ويخلده التاريخ بصور غوانتانامو، وغيرها.
__________________
لقد اينعت روؤس ... و قد حان قطافها

ابن اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس