بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز ثائرًا :
أهلاً بك عبق الخيمة الثقافية ومرجبًا بك كيفما ترحيب ..
الخاطرة التي بين يديّ شعرت من إيقاعها أنك كنت متأثرًا للغاية بقصيدة(فسيفساء) للشاعر
حسن طلب والتي مطلعها :
يا مرسلة غزلانك في قمحي
في كرمي تاركة خيلك ....
http://www.merbad.net/vb/showthread.php?t=11169
ولو تكن متعمدًا ذلك أو متأثرًا وهذه المرة الأولى التي تسمع فيها عن القصيدة
فمن العادي للغاية والوارد حدوث التقاء في التفكير وهذه ظاهرة معتادة.
العمل كان أطول من أن أتمكن من تفنيده في جلسة واحدة ولعلني أستغرق ما يزيد
عن الجلستين لهذا العمل .
لكن بشكل عام كانت لي الملاحظات التالية :
* الرمز شجر الليلك لم أسمع عنه من قبل ولا أعرف دلالة وجوده في العمل وأنت الأدرى بطبيعة الحال.
*لم أجد في العمل اتكاء ً على معنى وخصائص هذا الشجر ، مما يجعل العنوان فاقدًا دوره في التأثير على المتلقي وأحالني إلى أفكار مختلفة ظننتها عاطفية لأول وهلة.
*رسم الصور كان كعادته متقنًا ومركب الخيال متماشيًا مع متطلبات الحداثة في هذا العصر. لكن أرى أن الإيقاع كان قريبًا من بحر الخبب مما جعل للعمل طابعًا غنائيًا .(ولا أستطيع القول الآن هل هو في صالح العمل أم لا).
*تداخلت الأصوات بشكل كبير ، بما يجعلنا إزاء عمل يمكن القول أن الطابع المسرحي تواجد فيه بشكل أو آخر حتى ولو لم تكن متعمدًا ذلك .(ولا أستطيع القول كذلك هل هو في صالح العمل أم لا).
*القضية التي تمحور العمل حولها أظنها انتصار غزة والأشطر الأخيرة دلت على ذلك (رؤيتي أنا فقط).
*من الضروري أن يستوعب المبدع أن العمل الأدبي ليس ملكًا خاصًا به وإنما هو شركة بينه وبين المتلقي ولكل حق على الآخر .. لذلك أرجو الانتباه إلى أن (برجوزاية) اللغة قد تفضي إلى اعتقاد مؤداه أننا بإزاء النماذج الكاريكاتورية عن شعر النثر بما أوجدته من تعقّدات تفضي إلى الإحالة . مؤدى كلامي : لا تستغرق في الرمز بشكل يجعل القارئ يحسبك تعمّي عليه وتعتّم عما في داخلك .
*فكرة المنحنيات ورسوم القلب أو الرسوم البيانية كانت حاضرة ، فبعد التعتيم على الرمز تبدأ الأفكار في التكشّف شيئًا فشيئًا حتى نكاد نصل إلى المباشرة وبعدها يعود الاستغراق في الرمز مرة اخرى لإضفاء حالة يُرجى من ورائها تعدد القراءات والرؤى تجاه العمل .
عمومًا : ما زال أمامنا وقت طويل للحكم على العمل بشكل تفصيلي .. أكتفي بما أوردت ، وحين أجد الصفاء الكافي لتحليل العمل سأوافيك بما ارتأيته في العمل من جوانب نقدية مختلفة.
وحتى هذا الحين أتركك في رعاية الله وحفظه وأرجو لك التوفيق دائمًا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته