القصيدة يا أخي العزيز أعيب عليها أولاً المواءمة بين أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام وبين كاتب القصيدة.
لا شك أن هذا خطأ غير مقصود ، لكن ينبغي التنبيه إليه . ثم إن الشاعر ليس له أن يقيّم نفسه في القصيدة ويُسقط على نفسه سمات لم ينعته بها غيره. كذلك قولك :فشِعرى مُقدس كالتنزيل. حاشا لله هذا كلام يخرج من الملة .
القصيدة هذه لو حاول أحد المبدعين المبرزين في الأدب تفسيرها أو تقييمها ، فأنا أقول ولا أبالغ قد يوجه إليك قولاً عنيفًا ويقول إنك تستخف بعقله وتحكي له قصصًا كرتونية، لذا يجب الانتباه إلى عنصر المفارقة والاتكاء عليه والبرهنة عليه في العمل .
القصيدة من حيث الرمز أحاول تفسير النملة بأنها المواطن ، والفيل بأنه التاريخ أو الخيرات الجبارة في الوطن العربي أو الوطن مصر . ربما يكون هذا أقرب التفسيرات إليه مع الأخذ في الاعتبار أن تعبيرك سرافة الفيل وخاطفة الغول كان ساخرًا وكأنك تتحدث على لسان من يعاتبون المواطن ويلصقون به كل تهمة هم يقومون بأضعافها . اما هذا المقطع فأنا أظن أن العمل قد التبس عليك قبل التباسه علينا نحن القراء :
أنا شاعر العروبة والزمن
وأنا قاهر النساء والمِحن
وأنا مَلِك الأدب والعرب
يا ناثرة على الدنيا الكُرب
لا أعرف الأنا في هذه المقاطع تعود على من ؟ وما دخل النساء بالمحن ؟ عادة يُرمز للأوطان بالأم
وهي صفة مؤنثة فلماذا تجنيت على النساء في القصيدة ؟
لكن ولا أمزح أرى بعض النقلات الإيجابية في القصيدة مثل التكرارية أو الدائرية في كلمة سارقة الفيل ،خاطفة الغول، الإيقاع بدأ يتحسن نوعًاما وإن كان مهترئًا رغم هذا التقدم ..
لكن في النهاية يبقى المعنى في باطن الشاعر ، فلا أعلم ما علاقة الوطنية بالشاعر نفسه ولماذا تجعل نفسك محورًا في قصائدك ؟؟ هذه نقاط أرجو أن تأخذها في الاعتبار . كذلك أرجو ألا يكون الشعر ردات أفعال على مواقف مختلفة وطنية أو ذاتية أو غير ذلك .. وفقك الله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال
*** تهانينا للأحرار أحفاد المختار
|