عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-02-2009, 11:32 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

أزمة المرجعية...الحل في انتخابات للمجلس الوطني

بقلم:سري سمور-جنين-فلسطين المحتلة

اخترت خلال الفترة السابقة دور «المراقب الصامت» ومنذ بدء العدوان الهمجي على قطاع غزة وحتى اللحظة لم أكتب شيئا إلا في اليوم الرابع للمحرقة (30/12/2008م) تحت عنوان «وترجون من الله ما لا يرجون» وذلك رغم ضغط وإلحاح الإخوة والأخوات القرّاء والأهل والأصدقاء ؛فقد رأيت أن أجلس لمراقبة المشهد الميداني والسياسي والإعلامي دون أي تعليق ،والآن وانسجاما مع فكرة هذا المقال التي تقوم على ضرورة اشتراك كل فلسطيني في أي بقعة من بقاع الأرض في صياغة آلية عمل مستقبلية للتحرك لإنقاذ القضية أقدم هذه المشاركة وأتمنى من جميع المعنيين دراستها ودراسة أي فكرة أو اقتراح حتى نحافظ على انتصار شعبنا ومقاومتنا في قطاع غزة ،هذا مع علمي أن هناك من يتبنى رأيا مضادا يقول بأن ما جرى هزيمة منكرة لنا!

ولا أخفي أن أحد أسباب تشجعي لترك دور المراقب ما طالعتنا به مؤخرا مصادر إعلامية في باريس عن وجود مخطط صهيوني لاغتيال السيد محمود عباس ليتم اتهام حركة حماس بالأمر،وجرّ الشعب وفصيليه الرئيسيين نحو فتنة واقتتال جديدين –لا قدر الله- فيجب علينا جميعا السعي الحثيث نحو صياغة خطط عمل وآليات تحرك للمرحلة المقبلة،ولا يفوتنا أن دماء شهداء غزة لم تجف ،وأن مئات الجرحى يتوقع أن ننعاهم شهداء في أي لحظة ،وأن المسجد الأقصى وبفعل الحفريات أسفله وفي محيطه مهدد بالانهيار،واليمين الصهيوني المتطرف قادم إلينا ومعه مشروع يستهدف أهلنا في الجليل والمثلث والنقب،وما نحن فيه يحتاج إلى توحد وخطط عمل ،لأن الأخطار تتهددنا جميعا؛سواء من يؤمن بالمقاومة،ومن يكرهها ويعتبرها وبالا وشرا مستطيرا،ومن هو بين بين!



منظمة التحرير ...جدل قديم جديد

فجرت تصريحات السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخيرة الجدل من جديد حول منظمة التحرير الفلسطينية؛هذه المنظمة التي لطالما عبر العديد ممن هم في إطارها ومن العاملين في مؤسساتها عن حزنهم وغضبهم لحالها ،وذلك قبل الأزمة بين فتح وحماس والتي بدأت منذ نحو ثلاث سنوات؛ فلطالما قالوا بأن «البنت التهمت أمها» في إشارة لتآكل المنظمة ومؤسساتها لصالح السلطة التي يفترض أنها منبثقة عن المنظمة وأن الأخيرة هي مرجعية الأولى ،ولا شك بأن تصريحات السيد مشعل قد حركت المياه الراكدة لهذا الملف ،وبصراحة لم يعد كافيا لطم الخدود وشق الجيوب على ما آلت إليه المنظمة من جمود وترهل وغياب بل تغييب متعمد ،وفي نفس الوقت توجه المدافع الكلامية والرشاشات الاتهامية نحو أي نقاش أو طرح يتعلق بالمنظمة ،حتى يبدو أن المنظمة هي «تابو» مقدس،ومن ينتقد المنظمة وفي نفس الوقت لا يريد من الآخرين إلا السمع والطاعة وعدم فتح هذا الملف،هو أشبه بمن يدعوك إلى بيت جدرانه متصدعة وسقفه آيل للسقوط،ويشير إلى هذا الوضع ويتحدث عنه بالتفصيل، ثم يطلب منك البقاء في هذا البيت أو أن تكيل المديح والإطراء لهذا البيت،لمجرد أنه بيت! هذه حالة آن أن تنتهي،وكفلسطيني يحق لي السؤال:هل ياسر عبد ربه له شرعية تمثيل الشعب الفلسطيني بأكثر مما لدى حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما من شرعية؟علما بأنه لا ينتمي لأي تنظيم حاليا وقبل ثلاث سنوات حُسب أو انضوى تحت راية «الطريق الثالث» الممسك حاليا بزمام الأمن والمال في الضفة الغربية،وكمواطن فلسطيني أدعو للتمعن في المعادلات القائمة،أرى بأن حزب فدا المجهري والجبهة الديموقراطية وحزب الشعب(الشيوعي سابقا) قد حصلوا على مقعدين فقط من مقاعد المجلس التشريعي في انتخابات مطلع عام 2006 ،فيما حصلت المبادرة الوطنية الفلسطينية بزعامة د.مصطفى البرغوثي على مقعدين أيضا رغم أن المبادرة حزب جديد على الساحة الفلسطينية،فهل من المنطقي أن يقال بأن «صالح رأفت» له صفة التمثيل الشرعي أكثر من مصطفى البرغوثي ،لمجرد أنه وجد له مقعدا في اللجنة التنفيذية للمنظمة؟ ناهيك عما تمثله حركة حماس من وزن وشعبية واسعة يقر بها حتى الخصوم.

هناك من له صوت مرتفع وتفتح له شاشات الفضائيات وهو في الحقيقة لا يمثل إلا أفرادا معدودين،وهناك تعبير خادع اسمه «فصائل المنظمة» التي تصرح وتعبر عن كذا وكذا في صوت موحد ، وكلنا يعرف أن حركة فتح هي الفصيل الأكبر والأهم داخل المنظمة وأن الفصيل الثاني وهو الجبهة الشعبية التي حكم الاحتلال على أمينها العام أحمد سعدات بالسجن 30 عاما،لا تتفق مع فتح في نقاط،مثلما لا تتفق مع حماس في نقاط أخرى،أما بقية الفصائل فهي تأكل من خبز السلطة وفتح وتضرب بسيفها،ونعلم أن هذه الفصائل أو قادتها ليسوا معنيين في اتفاق بين فتح وحماس خشية تلاشيهم وذوبانهم،ولكن يجب احترام كل فصيل كبر أو صغر وكل تنظيم وكل شخص مهما كان حجمه وامتداده الجماهيري ،فيما يتوجب على الفصائل الصغيرة ألا تصوّر عبر الإعلام والبيانات والمزايدات أنها تقود الشارع وهي التي تمثل الشعب دون سواها!

معاناة حماس حاليا ومعاناة فتح تاريخيا

لنتذكر بأن حركة فتح قد عانت وكافحت وناضلت حتى دخلت جسم منظمة التحرير وأصبحت صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فيها ،بحكم قوتها وكاريزما زعيمها الراحل ياسر عرفات وانخراطها المباشر في الكفاح المسلح،ويبدو بأن حركة حماس ستمر بنفس الظروف بل ربما أشد قبل أن تنخرط في المنظمة بشكل رسمي،بعدما أصبحت حماس رقما مهما وقوة لا يمكن تجاهلها في المعادلة الفلسطينية.

ولكن هناك سؤال في غاية الأهمية يطرح نفسه:إن المنظمة تعترف رسميا بإسرائيل ،بدليل الرسائل المتبادلة بين عرفات ورابين ،واتفاق إعلان المبادئ الذي تلاها ،والمنظمة لها خط سياسي يعتمد على التفاوض مع الاحتلال ،ونبذ الوسائل الأخرى،لا سيما بعد رحيل عرفات،فما سبب الإصرار القوي من قبل حماس والجهاد الإسلامي على الانخراط فيها؟
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس