عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-02-2009, 09:43 PM   #1
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
Exclamation هزل أم تجريح و بعد....

كم أصابني الذهول وأنا أطلع على ما كتب بين ثنايا موضوع في الخيمة الساخرة

حول عيد الحب ووقع الأمر في نفسي موقع الصاعقة إذ لم أعهد أن ما يمكن

تسميته بالهزل يصبح مظلة لتمرير

وابل من الشتائم المخزية في حق المرأة وإمطارنا بوابل من التوصيفات

الحقيرة المخلة بحدود الآداب والمنطق..

وقد يدعي قائل أنني لست المعنية بالأمر فأجيبه قائلة: بلى، يا سيدي وحجتي

في ذلك أن إطلاق اللفظ في عمومه لا ينفي عدم تقييده بجنس مشاع من نظيره وإن لم

يكن معينا .ولتقريب الصورة أكثر، فإن قلت بقرة أو بغلا تمثلت الصورة الذهنية

لدى عموم الناس أنهما حيوان وجرى التفريق بينهما من حيث الشكل والجنس..

وبالتالي أصبح التعميم هنا وإن كان لا يفيد التعريف إلا أنه مشاع بين الناس وبين..

فالحيوانان لا يخرجان بذلك عن دائرة الأبقار والبغال..

وعليه، فعندما يكون الخطاب في أي موضوع نكتبه موجها إلى الآخر، لا يجب

بأي شكل من الأشكال تغييب هذه الأمور خاصة إذا كان الموضوع ساخرا

فهذا لا يلغي هذه الفواصل بقدر ما تصبح الحاجة ملحة إلى الالتزام بحدودها

لتحقيق المراد دونما هتك للأعراض أومسخ لآدمية الآخر لكي لا يختل الميزان

وتنقلب القفة فوق رأس صاحبها.

وبما أنني لا أنتمي إلى جنس الأبقار أو البغال، وزينني الله بعقل كباقي فصيلة

جنسي، استيقظ بداخلي فجأة وأنا أقرأ التوصيفات الفجة في حق بنات جنسي ما

هزني بقوة وذكرني بأنني أنثى. فكيف لي أن أصمت وغيري يقدمني في عرض

ساخر أمام الملأ للنيل من كرامتي؟؟ من يجرؤ على السخرية مني ويرميني بأبشع

التوصيفات تحت لواء الهزل والبسط؟؟

أيعقل أن يتم التحدث عن المرأة على هذا النحو من التدني والتجريح السافل في

منتدى أدبي أصحابه يفترض أنهم مثقفون !!! كيف تصل الوقاحة إلى هذا الحد

والتشهير بآدمية الإنسان على هذا النحو؟؟ ونقول أنه مزح؟؟ أي مزاح يجعل الرجل

يتحدث عن المرأة كما لو كانت نعلا في رجليه ينظف بها بلوعات منزله و ويزج بها في مجاري

الوادي الحار؟؟ بل يتمادى في غيه إلى توصيف طرائق المضاجعة ...أيعقل

أن يصدر هذا عن إنسان مثقف أم لأنه رجل يحق له ذلك؟؟

ياسيدي قم من سباتك واعتذر، إن عهد الجواري ولى ..

فربما الاعتذار هنا غير كاف لتطييب الخواطر بعد

الذي قيل بل يحتاج إلى زلزال ليوقظ الضمائر الميتة .

وكم جن جنوني واشتد حنقي من تصرفات

الأخوات في ردهن على بسطك الأنيق، على نحو من الطبطبة و المحايلة والاعتذار..

فمن من المفترض أن يثور ومن له الحق في تقديم الاعتذار؟؟

أنا لست هنا للدفاع عن المرأة

وأستعرض دورها وأقدم الخطب العصماء...فلست في مرتبة دونية بالأساس لكي أنزل إلى مراتب

الاستجداء والضعف والاستكانة والخنوع، فهذا كلام متجاوز منذ مئات السنين وحسب معلوماتي

المتواضعة فإن عهد العبودية قد أفل نجمه منذ بزوغ فجر الإسلام و بسط شريعة

الله في أرجاء هذا الكون.

أما عن شروط الكتابة الساخرة في باب الهزل فربما أنك لست على دراية تامة

بطرائقها وقد اكتسبت خبرات في هذا الباب لأنني كنت بارعة في كتابتها وكانت

نصوصا مسرحية تترجم على خشبة المسرح، وأذكر أنني كنت بصدد كتابة حوار

يدور بين أب وابنه، توخيت من خلاله انتقاد الآباء الذين يسيئون معاملة أبنائهم،

فتبين لي أن أرفع الكلفة بين الطرفين في النص ، فاحتجت مدرستي علي

قائلة بأن هذا يسيئ إلى العمل إن أوغلت في هذا الأمر، ونبهتني أن الكتابة

الساخرة الهزلية تقتضي مراعاة المقام أيضا، فقمت بالتعديلات المناسبة ونجح

العمل، وبكيت وأنا أضم السيدة إلى صدري وقد كانت ـأمريكية المنبت ـ، قلت لها لولا

تنبيهاتك لحصدت الفشل ولانتهى العرض برجم الممثلين بالنعال على الخشبة قبل

نهايته.. ولغدوت معرة الطلبة داخل الحرم الجامعي وهو أمر أشد على نفسي مرارة

من الموت.

الهزل له حدود لا يمكن تخطيها، إذ وجب شحذ المتلقي بأهدافنا دون أن نتجنى

على سلطته و نضربه في الصميم مع مراعاة مقام من نخاطب وثقافته وعقليته..

لكي لا يختل الميزان فيتم تمرير الرسالة دونما إحداث شرخ في نفس المتلقي

ويتحقق المقصود إن أريد به الإصلاح..

ولكي لا أكون مجحفة في حقك أو في حق غيرك وتبادلنا الأدوار فقلت ممازحة

الأعضاء هنا: الرجل خادم عبد كسيح يخرج صباحا ولا يأتي إلا آخر النهار

محملا بقراب الزاد كأنه بغل ...وقس على ذلك ثم أنتقل بك إلى وصفه على

فراش النوم وأنهال عليه بإسقاطات طريفة كما فعلت تماما وأنت تصف المرأة

الخادم...هل سيثور الأعضاء أم يقهقهون كما لو أن شيئا لم يكن..؟؟؟

أظن بأن الأمر واضح وضوح الشمس في كبد السماء، فلا أحد يقبل أن ينال

أحد من كرامته وكبريائه أمام الملأ ولو على سبيل الهزل، وأنا لا أحاصر آراء الآخرين أو أقيدها

فكل له الحق في التعبير والهزل كما يحلو له لكن دونما استخفاف أو تجريح.

وإن كان كلامي يبدو مستهجنا فكرهتموه فأفضل الانسحاب من مكان لا

يعترف بكينونتي كإنسان إلى مرتع خصب يقر بآدميتي أولا ويحترم وجودي ثانيا كأنثى.

وقد رحم الله من عرف قدر نفسه.


.
__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس