[عبدالرحمن عبدالله]

غزة دمرت و العرب نيام و الغرب في نشوة

مما لا يدع مجالاً للشك أن الشعوب ذات تواصل أخلاقي وذات علاقات ودية تغمر مشاعر إنسانية وتندفع على مبادئ وقيم هي بمثابة عهود ومواثيق تأسست عليها البشرية .
إن هذه العهود والمواثيق تعد انحيازاً فطرياً وسامياً للحق والحرية وإجلالاً للآدمية التي ينصر فيها البشر ، إن كل إنسان في حاجة ماسة وضرورية للحق والحرية ، فالحق يضمن توازن الحياة الفردية والاجتماعية ويضعها وفق معايير تضمن لها الاستمرارية في جو من الرضا والسعادة ، أما الحرية فهي مسؤولية تهدف إلى إمكانية وصول الإنسان إلى اكتشاف قدراته الحقيقية التي تساهم في بناء سعادة البشرية من خلال سعادته وبفعل بذله وتطلعاته ، ولكن حينما نتطلع إلى هيئة الأمم ومجلس الأمن وجمعية حقوق الإنسان وغير ذلك من المؤسسات فإنه من الغرابة أنها تكيل بمكاييل مختلفة حينما تتعرض لقضايا شعوب الوطن العربي مثلاً أو أفريقيا أو الشرق الأوسط أو آسيا ، بينما لها مكيال آخر لقضايا الغرب أو إسرائيل وهذا الأمر يدل على أن نشوء مثل هذه الهيئات منذ البداية لم يكن على الإطلاق من خلال أو انطلاقاً من المواثيق الفطرية الإنسانية التي تحفظ الحق والحرية للشعوب ولكن هذا النشوء المنحرف قد تأسس على رائحة دماء ومعارك ودمار الحرب العالمية الثانية والتي كانت بمثابة نشوة انطلقت من صدور القادة الغربيين وسكرة من سكرات المنصرين الذين أغرتهم الأوسمة والنياشين والأنواط فتبدد من مشاعرهم إحساس بأنهم فوق مستوى البشر الذين هم في الجانب الأخر من الكرة الأرضية ، بل وسيسجل التاريخ أن دول الغرب ومعهم الأمم المتحدة بأنهم فقراء جداً في المواقف التي تنادي بحرية الشعوب والدليل أن حروباً مديدة بعد الحرب العالمية الثانية دارت رحاها من أجل السيطرة على الشعوب ونهب خيراتها مثل حرب الجزائر وفيتنام وحروب حركات التحرر الأفريقية وحرب قناة السويس واليمن والخليج وووو....
وها هي دول نشوة الحرب العالمية الثانية دول حلف الأطلسي صانعة مجلس الأمن وحقوق الإنسان ها هي تقهر الشعب الفلسطيني وتدمر بآليته الحربية منشآته ومدارسه وبيوته وها هي إسرائيل صنيعة نشوة وسكرة وعربدة انتصار الغرب في الحرب العالمية الثانية تسبح في دماء أطفال غزة وفلسطين ولبنان ...فهلاّ يفيق الغرب من جنوب نشوته ؟