أندهش أحيانا من رؤية بعض الناس للدنيا وللعالم ....
فهو لا يرى إلا الشرور والمصائب والفساد وكل أمر سلبي كأن ليس هناك أمر واحد جميل .إذا تحدثت معه عن الطبيعة وجمالها فتح لك ملفات فساد البيئة ودمار تسونامي
وظاهرة النينو والاحتباس الحراري والتصحر والقضاء على الغابات وتلوث الأنهار وزيادة ملوحة مياه البحر وغيرها .
وإذا تحدثت معه عن الخير والصلاح الذي في الناس كأنك قلت محرما أو أسأت له وانطلق بحماس يتحدث عن الفساد المنتشر والانحلال الأخلاقي والرشاوى والتعري الفجور وإتباع الغرب في سوء الأخلاق والمنكرات والمحرمات ويسألك باندهاش ....أنت ما ترى ؟ أنت أين تعيش ؟
وتتساءل في نفسك بل أنت أين تعيش ؟
قد ينعقد لسانك عن الرد على مثل هذا الكلام وتعرف انك مهما حاولت أن تحدثه عن نصف الكوب الممتلئ وما في الدنيا من خير وجمال فانه لا يمكن أن يراه لان المشكلة ليست في عدم وجود الخير والجمال بل في عينيه كأنها متخصصة في رؤية الفساد والسوء فقط ولا يمكن أن ترى غيره ومثل هذه العين كعين الذبابة التي لا ترى إلا القاذورات والأوساخ وكل ما هو فاسد وتعمى أن ترى الأشياء الجميلة التي تملأ المكان من الأشجار والأزهار والمناظر المختلفة وتستطيع أن تقول أن هذا الشخص يرى الدنيا بعين ذبابة
وعلى الطرف الأخر هناك أشخاص يدهشونك بروعتهم ورؤيتهم فهم لا يرون إلا النصف الممتلئ من الكوب فهم يرون الخير والجمال وكل ما هو ممتع ومفيد في الدنيا والعالم أن حدثتهم عن البيئة ينساب الحديث من أفواههم كشعر يحدثونك عن روعة شروق الشمس ...ويحدثونك عن بهاء الأرض وحسنها في الربيع وقد اكتست بأجمل وأحلى الألوان ....
وإن حدثتهم عن الناس يقولون الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ....الخير في أمتي إلى يوم القيامة ....وتتعجب مرة أخرى من روعة هذا الكلام وهذه الرؤيا وتعرف أن هناك عيون متخصصة في رؤية الجمال والخير والفضيلة مثل هذه العين كعين النحلة لا ترى إلا الأزهار والأشجار ولا تقع إلا على كل ما هو جميل مفيد فقط كأن ليس هناك شيء حولها فاسد أو خبيث
وألف شكر لك أختي لهذا الموضوع الجميل