أخي الفاضل سيدي حرازم لتر ونصف
( غارق في الطائفية) (منظر للقومية الضيقة) (أيديولوجية متخشبة) (كاريكاتورية) (هيروين).
هذه عينة من شلال من التقييمات (الخنفشارية) المولدة من احتقانات أزعم أني أستطيع إرجاعها لما سبقها من ملاحظات.
لست في صدد الدفاع عن نفسي، ولا أخفي انحيازي لعروبتي، ولكنها تلك العروبة التي تكن احتراما وتنفتح على من يحترمها، كما كانت على مر العصور، وأظن أن (ترقيصك بشطارة مفضوحة) للثنائيات التي استعملتها آتٍ من استهجانك لنمطية ذلك الفكر القومي الذي لا تفتأ تستخف به، ولو تمعنت بحيادية لمنطلقات ذلك الفكر لوجدت فيه كل عنصر من عناصر القوة التي بها خلاص الأمة.
عندما غزا الأمريكان وبمعونة الصهاينة والفرس، العراق، امتلأت السجون بالمناضلين من كل الطوائف والأديان، وكانت نسبة السجناء هي نفس نسب المكونات الإثنية والعرقية في العراق، (وهو دليل على عدم الاهتمام لا بالطائفية ولا بالعرقية) ولو كان الفكر بتلك السذاجة لما تنادت كل قوى الشر لإجهاض المشروع النهضوي في العراق.
أما كونك تجلس تتصيد مقالة هنا، ورأيا هناك لتبدي رأيك فيه كما يبدي (الخرامة: أي متذوقي السجائر) في المصانع رأيهم في (توليفة) التبغ، فهذا لا يجعلك بعيدا عن موضع التساؤل: ما هو مشروعك؟ ولأي نمط ذهني تنتمي؟ إذا لم يعجبك كل ما يقال!
تقبل احترامي و تقديري
__________________
ابن حوران
|