18-أصداءٌ … من كلمات الشيخ
(1)
كان الشيخُ يحدثنا …
عن أمتنا المهزومَةْ
ويقصُّ عبينا :
كيف وقفنا دون جوابٍ ؟
حين استعبدنا الخوفُ …
أدرنا الظهرَ لجيشٍ يغزونا ؟
وتنافسنا فى تقبيل الأيدى الملعونةِ …
تُعملُ فينا السّكينا ؟
كيف تلونا القرآنَ وما حرَّكَ …
فى القلب يقينا ؟
كيف نسينا : أن العالم يحتاج إلينا ؟
لكنا ماتَتْ عزمتنا فينا كانت كلمات الشيخ المخزونَةُ …
توغل فينا
تملؤنا صِدْقاً ،
فنفيضُ من الدمع عيونا
كانت تغسلنا من دَربٍ ،
يَعلقُ فى الأفئدةِ التائهة الظمأى
- فى بيداءِ الخوفِ - وتحيينا
نحن الموتى من زمنٍ ، …
خَدَّرنا القَهْرُ …
عبدنا أقنعةَّ زائفَةَّ … ،
وتَمَلَّكنا الرعبُ قرونا
نحن الموتى …
أُشْرِبْنا حبَّ الدنيا
وكراهيةَ الموتِ … ، وما واجهْنا الطاغينا
نحن الموتى …
ما جَرَّبْنَا كيف نهبُّ بوجهِ اليأسِ …
ونسحقُ قاتلنا الملعونا ؟
نحن الموتى …
وكلامُ الشيحِ المترعُ بالصدْقِ …
يغالبُ كذباً مبثوثاً فينا
ويزيل الصدأ العالق فى أنفسنا
ويصبُّ بأضلعنا نوراً ويقينا
(2)
يا شيخى ماذا أفعل ؟
الصدق بواقعنا يُقتلْ
والنورُ بأمتنا يَأَفُلْ
والقلبُ المأسورُ حزينٌ …
يتملمَلْ
وعلينا زُمْرةُ أشرارٍ …
ما تَرَكَتْ فى وادينا من سُنْبلْ
يا شيخى !
مُحِقَتْ فينا البركةُ…
واستعبدناَ اليأسُ المتْقِلُ
وسَجَدْنَا للأصنامِ كثيراً
وعبدنا ما نشربُ أوْ ما نأكلْ
يا شيخى
والقلب المزروع يقيناً
يوماً فى يومٍ يذبُلْ
وبلادى …
يتآكل فيها الناسُ ، …
وتصبح أشباحاً
ذَهَلَتْ عن وجهتها
سَقَطَتْ …
فى مستنقعِ رُعْبٍ يَقْتُلُ
يا شيخى …
وإليك أبثّث شجونى
ضِيقْتُ بهذى الحالِ …
وكم مراتٍ فى يومى أُقْتَلْ
ماذا أفعلْ؟
ماذا أفعلْ؟
(3)
مازال صدى الكلماتِ بأذنى
وبقلبى قنديلٌ أُشْعِلْ
مازال يرنُّ الصوتُ الموقِنُ …
- فى جنباتِ المسجدِ -
بالنَصْر المقبلْ
مازال حديث القلبِ بقلبى
يتوغَّلْ
مازِلْتُ أخايل صُورتك الحرَّى
والوَجْهَ المتبتٌلْ
ويديك تؤكَّدُ …
- حين تشير بأصبعها الواثقةِ … -
بأن الليل سيرحَلُ
مازلت أخايل صورتك الحرَّى …
والوَجْهَ المتبتلْ
ووجوههاً مشدوهاتٍ … فى صَمْتٍ
للآىِ تُرتَّل
مازال حديثك يا شيخى يملؤنى
تنقلنى الكلمات لرَبعىّ
وَهْوَ يواجِهُ طاغوت الدنيا
فى الصدر الأولْ .
ويجيب سؤال الماضى
والحاضرِ …
والزمن المقْبِلْ
- ” نحن بُعثنا …
كى نستأصل من هذى الأرض الظلم …
ونمنح للدنيا المنهاج الأعدَلْ
نحن بُعثْنا كى نرسم للبشريةِ …
بالقرآنِ معالم فَجْرٍ يهدلْ ”
كانت هذى الأَوْجُهُ - فى دهشٍ - تسألْ
وأنا أسألْ :
- ” ومتى يأتى رَبْعىٌ يا شيخى ” ؟
- ” ومتى يأتى ذاك الزمن الأمَلْ ؟ ” .
——
… كان صدى الصوتِ المترددِ …
فى جنبات المسجدِ يعلنُ :
” أنتم ربْعىُّ المقبل ”
” أنتم ربْعىُّ المقبل ”
” أنتم ربْعىُّ المقبل ”