عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-03-2009, 08:19 PM   #24
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

المنظمات الفدائية العربية الفلسطينية

جاء الكفاح المسلح الفلسطيني نقطة تحول في حركة المقاومة العربية الفلسطينية، وكانت (حركة التحرير الوطني الفلسطيني) والمختصرة ب (فتح) قد برزت متزامنة مع ظهور (منظمة التحرير الفلسطيني)، أثر انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الأول، والذي اشتركت فيه عناصر من (فتح) ذاتها. وفي 1/1/1965 أعلنت القيادة العامة لقوات العاصفة (الجناح العسكري لفتح) عن أول عملية لها داخل الأراضي المحتلة.

استطاعت فتح أن تجذب المتطوعين من أبناء فلسطين حولها، حتى أصبح تعداد أعضائها في 5/6/1967 حوالي 25 ألف عضو، وقد استفادت من كونها منظمة فلسطينية خالصة أنها أيضا كان لها الكلمة العليا في منظمة التحرير الفلسطينية، فكانت هيبتها تفوق هيبة ما تلاها من تنظيمات، كونها (حركة) ضمت كوادر من شتى الأطياف السياسية والوطنية الفلسطينية، فكان الدعم المعنوي والمالي يكون من نصيبها بالدرجة الأولى.

الى جانب فتح ظهرت منظمات فدائية أخرى، اتفقت مع فتح على انتهاج الكفاح المسلح طريقا لتحرير فلسطين. لكن اختلفت مع فتح على بعض التفصيلات العقائدية. ففي عام 1966 تأسست منظمة (طلائع حرب التحرير الشعبية) والتي كانت تُعرف بسوريا باسم (الصاعقة). وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1967 تشكلت (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) بعد أن اندمجت (جبهة التحرير الفلسطينية) و (شباب الثأر ـ الجناح العسكري للقوميين العرب) و (أبطال العودة ـ التي تأسست أواخر عام 1966).

وفي تشرين الأول/أكتوبر 1968 انشق عن الجبهة الشعبية، جناح جديد مكونا ما يُعرف ب (الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة). وفي 21/2/1969 انشق عن الجبهة الشعبية أيضا ما يسمى بالجناح اليساري وشكل ما يُعرف ب (الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين)، وفي أواخر حزيران/يونيو اندمج أغلبية الأعضاء المنتمين لما يعرف ب (المنظمة الشعبية لتحرير فلسطين) و (عصبة اليسار الثوري) بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وبعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني عام 1967 تشكلت (جبهة النضال الشعبي الفلسطيني)، من بعض قطاعات القوميين العرب. وفي الفترة نفسها، تأسست بين الأوساط الفلسطينية المقيمة في العراق (الهيئة العاملة لتحرير فلسطين). وفي شباط/فبراير 1971 انضمت تلك الهيئة لتنظيم فتح. وفي أوائل آب/أغسطس 1969 تأسست (منظمة فلسطين العربية) بعد أن انشقت عن (الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة) ثم انتهى بها المطاف الى الانضمام لفتح.

بعد تولي حزب البعث الحكم في العراق، تأسست ومبادرة منه (جبهة التحرير العربية) وكان على رأس تنظيمها الدكتور (عبد الوهاب الكيالي) عضو القيادة القومية للحزب، واستطاعت منذ تأسيسها في 6/4ـ 30/8/1969 القيام ب 40 عملية عسكرية داخل الأراضي المحتلة ومرورا من الأراضي السورية واللبنانية والأردنية.

المنظمات الفلسطينية وعلاقاتها بالدول العربية

كانت الهزيمة العسكرية التي تعرضت لها كل من مصر والأردن وسوريا في 5/6/1967، تشكل مناخا متوترا شعبيا، آثر مناصرة المقاومة والكفاح المسلح مع تحميل الجانب الرسمي تبعات تلك الهزيمة. هذه الأجواء أفقدت القوى الوطنية بوصلة التحرك، وانتزاع حق الوجود من النظام الرسمي بشكل عقلاني، فاتسمت النشاطات بروح ثورية وعصبية ومشتتة توجهها أيديولوجيات سياسية أحيانا وتجعلها تتصادم مع الإرادة الرسمية للدولة القطرية أحيانا أخرى.

كما أن عدم التدقيق في تنظيم الأفراد المتطوعين، جعل أخطاء هؤلاء تُحسب على التنظيمات التي ينتمون إليها.

منظمة التحرير بين الخط المعتدل والخط الرافض

تزامنت الخلافات داخل منظمة التحرير الفلسطينية، مع ظهور النشاطات الدبلوماسية للحلول السلمية، والتي بدورها شقت الصف العربي، فبين مؤيد لتلك الحلول وبين معارض، والتي انعكست هي الأخرى على واقع منظمة التحرير.

في 22/11/1967 صدر القرار (242) عن مجلس الأمن والذي يُطالب إسرائيل من (أراضٍ عربية احتلتها!) وهو القرار الغامض الذي لا يزال مثار الجدل في الأوساط القانونية الدولية، كونه قرارا غير ملزم، وقرار لا يوضح تلك الأراضي الواجب الخروج منها.

في ذلك الوقت ظهرت أصواتٌ فلسطينية تطالب بتنحية (أحمد الشقيري) عن رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية. في 14/12/1967 قدم الشقيري استقالته وتولى (يحيى حمودة) رئاسة المنظمة بالوكالة.

فهم من تعامل مصر مع مشروع (روجرز) أو قرار (242) أن مصر في طريقها للموافقة على تلك الحلول. هذا بدوره ترك ظلاله على واقع الفصائل الفلسطينية المقاومة. لكن اجتمعت ثمان منظمات فدائية ـ باستثناء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية (يحيى حمودة) في كانون الثاني/يناير 1968، وطالبت برفض كل مخططات التسوية، ودعم الكفاح المسلح، وضرورة الرجوع الى قيادة جيش التحرير الفلسطيني وممثلي الشعب في التشاور معهم على أي نشاط دبلوماسي.

وتم تشكيل لجنة تحضيرية مكونة من ممثلي مختلف المنظمات والاتحادات الفلسطينية مع عدد من المستقلين. وفي هذه الأثناء (21/3/1968) استطاعت قوات الفدائيين مع الجيش الأردني من إلحاق هزيمة نكراء في الجيش الصهيوني بمعركة (الكرامة) والتي تعتبر نقطة مفصلية فيما سيكون بعدها.

يتبع

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس