عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-04-2009, 05:26 AM   #1
جمال الشرباتي
كاتب إسلامي مميز
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 639
إرسال رسالة عبر MSN إلى جمال الشرباتي إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى جمال الشرباتي
Question من تعاظم في نفسه لقي الله وهو عليه غضبان

السلام عليكم

جاء في كتاب المصباح المنير "( خ ي ل ) : الْخَيْلُ مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا وَالْجَمْعُ خُيُولٌ قَالَ بَعْضُهُمْ وَتُطْلَقُ الْخَيْلُ عَلَى الْعِرَابِ وَعَلَى الْبَرَاذِينِ وَعَلَى الْفُرْسَانِ وَسُمِّيَتْ خَيْلًا لِاخْتِيَالِهَا وَهُوَ إعْجَابُهَا بِنَفْسِهَا مَرَحًا وَمِنْهُ يُقَالُ اخْتَالَ الرَّجُلُ وَبِهِ خُيَلَاءُ وَهُوَ الْكِبْرُ وَالْإِعْجَابُ . "

وجاء في المقاييس

((خيل) الخاء والياء واللام أصلٌ واحد يدلُّ على حركةٍ في تلوُّن. فمن ذلك الخَيَال، وهو الشَّخص. وأصله ما يتخيَّلُه الإنسان في مَنامه؛ لأنّه يتشبّه ويتلوّن.)

ويظهر بأنّ الخيل سميت كذلك لحركتها المتلوّنة --ثمّ انتقلت الكلمة لتدل على العُجب والكبر ---

فالشخص المعجب بنفسه والذي فيه كبر يقال فيه خيلاء --

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ " قَالَ رَجُلٌ : إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً ، قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ ، وَغَمْطُ النَّاسِ " *


وإذا ظهر الكبر عنده كسلوك مع النّاس بأن تكبّر الإنسان على غيره يكون قد غمط النّاس حقوقهم واستعلى عليهم بغير وجه حق

قال تعالى

({ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إنَّك لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا . كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّك مَكْرُوهًا }

أي لا تمش مشية متكبّر مختال--وهي آية في مجملها تحثّ على التواضع --

قال الجصّاص في كتابه أحكام القرآن فيها ما يلي

(الْمَرَحُ الْبَطَرُ وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ وَازْدِرَاءُ النَّاسِ وَالِاسْتِهَانَةُ بِهِمْ ، فَنَهَى اللَّهُ عَنْهُ ؛ إذْ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ إلَّا جَاهِلٌ بِنَفْسِهِ وَأَحْوَالِهِ وَابْتِدَاءِ أَمْرِهِ وَمُنْتَهَاهُ )

وقال عليه الصلاة والسلام : " مَنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ ، وَاخْتَالَ فِي مِشْيَتِهِ ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " .


فيا ربّ لا تجعل في قلوبنا ذرّة من كبر
__________________
مؤسس ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb/


آخر تعديل بواسطة جمال الشرباتي ، 05-04-2009 الساعة 05:37 AM.
جمال الشرباتي غير متصل   الرد مع إقتباس