أخي الفاضل البدوي الشارد
في أعمال كتابية ـ كالتي بين يدينا ـ تأخذ طابعا قريبا من الدراسة المبسطة، لتقديم (نول ) ثقافي، يمكن تركيب تفاصيله في اجتهاد خاص من القارئ الذي يود الاستزادة. وكون الأمر كذلك (شبه دراسة)، يُطلب حينها التحلي بالروح العلمية المحايدة، بعيدا عن ما يشتهي الباحث أو القارئ، فإن لم يكن لدى الكاتب أو من يريد التعليق، يملك من الوثائق ما يكفي لدعم وجهة نظره، فإن خوضه باستنتاجات سريعة، سيجعله يجانب الصواب بروحيته العلمية.
في شيوع الفوضى الأمنية في أي بلد، يسهل دخول أكثر من طرف خارجي، وحتى في الظروف التي يظن أهل البلد أنها تتمتع بقدر كامل من ضبط أمنها، فإن التسلل من منافذ كثيرة لأعداء الأمة بكل مكوناتها ( الحاكمة والمعارضة) سيكون متاحا، وسأضرب لك بعض الأمثلة لنشاط الصهيونية في أعمال يتذكرها الجميع:
1ـ إيلي كوهين أو (أمين ثابت) الذي استطاع بصبر أن يتسلل الى سوريا ويقدم معلومات عن التحصينات السورية في الجولان (أعدم بعد كشف أمره في 18/5/1965)
2ـ في عام 1976، قام إيهود باراك بعملية مطار عينتيبه في أوغندا، والتي قُتل فيها (جوناثان) شقيق رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) بعد أن ابتزوا عيدي أمين الرئيس الأوغندي بمجموعة من المعلومات المعدة عنه، والتي تفشي بعلاقته الجنسية مع والدته.
3ـ في 10/4/1973 قامت مجموعة بقيادة (إيهود باراك) بعملية (الفردان) في بيروت واغتالت القادة (كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار).
4ـ في 10/4/1984 قامت عناصر صهيونية بتوجيه من شمعون بيريز باغتيال (عصام السرطاوي) ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لشبونة.
5ـ في 14/1/1991، تم اغتيال القيادي الفلسطيني (صلاح خلف ـ أبو إياد) في تونس، من خلال عملية للموساد.
6ـ في 25/9/1997 تمت محاولة اغتيال (خالد مشعل) في العاصمة الأردنية عمان، وقد تم إلقاء القبض على الفاعلين من عناصر الموساد، من قبل عناصر الأمن الأردني، وقد تم مقايضة الإفراج عنهما بالكشف عن (ترياق) السم الذي حقن به، إضافة الى إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين.
7ـ ما يحدث في العراق، من اغتيالات (في أجواء الفوضى الأمنية)، لترك تفسيرات هدفها إثارة الفتنة، وراءه (200) فرقة صهيونية عاملة لإشاعة مثل تلك الأجواء.
8ـ في مطلع هذا العام تم قصف 23 شاحنة في السودان من قبل طائرات صهيونية، علما أن المسافة تزيد عن 1750 ميل.
هذا بالإضافة لمئات العمليات داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، لترك انطباع أن الفصيل الفلسطيني الفلاني هو وراء ذلك الاغتيال، وهو ما أوصل الوضع الفلسطيني الى ما هو عليه الآن.
فالكيان الصهيوني ينشط في أكثر من دولة عربية، خصوصا دول الجوار المحاذية له، وليس بعيدا أن سلسلة الاغتيالات التي تمت في لبنان هي من صنع الموساد.
دمتم بود
__________________
ابن حوران
|