عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-04-2009, 12:49 AM   #238
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
Wink

بسم الله الرحمن الرحيم
مرة أخرى أعود إليكم أعزائي ، ومن المحتمل تكرار غيابي لظروف استثنائية ..
المهم موضوع هذه المرة والذي يمثل المرحلة الثالثة عن بعض تقنيات كتابة النص أو الخاطرة .
هناك ثلاثة أشكال أساسية في كتابة الخاطرة أو القصة .
1- العمل يبدأ من البداية : وهذا هو المنطقي ، وفيه يكون العمل معتمدًا على السرد أو المشهد وتسير الأحداث فيه دون الرجوع إلى الماضي بشكل مباشر .
2- العمل يبدأ من المنتصف : قد تكون في العمل أحداث غير هامة لا يذكرها الكاتب أو الأديب ويبدأ من المنتصف مباشرة ويستمر في سرد الحدث أو الخواطر حتى النهاية .
3- الاسترجاع: وهنا يبدأ الحدث من المنتصف ويقوم الكاتب بتذكر الماضي والغوص فيه ثم يستطرد ويعود إلى باقي الحدث .
والشكلان الأخيران متشابهان لدرجة كبيرة ، لكن الفرق هو في عملية الاسترجاع والتي قد تحتاج إلى إعمال الذهن للكشف عنها خاصة وأن الأديب بعد التذكر يعاود أحداث النص .
وإليكم الأمثلة ..
***
1- العمل يبدأ من البداية :

يا صديقي إنني ما زلت أنتظر أن يجمع الله بيننا ، ولا تعلم كم أدعو لك في صلاتي ، وكم أحاول الاتصال بك ولكنك لا تكون موجودًا . (خاطرة)


سار إلى عمله مسرعًا ، والتقى بالمدير ثم راح يفكر فيما سيفعله تجاه الموظفين الجدد ....(قصة)


2- العمل يبدأ من المنتصف :

"لا ..لا تخبرني بأنك تحبني ، فلطالما قلت لي كلامًا مثل ذلك ولم تصدق ولو لدقيقة أو جزء منها ...." خاطرة

لاحظوا أن هناك حدثًا ما تم ، ولسبب ما لم يذكره الكاتب كأن يكون التشويق غرضه أو عدم ارتباطه كليةً بما يقول .....


"بعد أن فتح الخزانة ولم يجد فيها المستندات شعُر بالقلق الشديد "
لاحظوا أن يكتشف القارئ من السياق أن هناك حدثًا ما كأن يكون قد كلفه المدير بالبحث عن المستندات .(قصة)

3- العمل من نقطة الاسترجاع : flash back

"إنني أحاول قدر الإمكان العمل على مساعدتك في هذا المأزق لكن صدقني لم يكن بمقدوري فعل شيء حيالك "

يا هذا لا تعرف كم لك ذكرى جميلة في القلب ، أنا ما زلت أشعر بالحزن على فراقك (خاطرة)

من هنا نفهم أن أحدًا كان يقول "أحاول قدر الإمكان العمل على مساعدتك في هذا المأزق لكن صدقني لم يكن بمقدوري فعل شيء حيالك "بينما أن هناك فردًا آخر يقول "يا هذا لا تعرف كم لك ذكرى جميلة في القلب ، أنا ما زلت أشعر بالحزن على فراقك ". وهذا الذي يقول "يا هذا لا تعرف كم ...." كان يتذكر كلام صديقه الذي قاله "أحاول قدر الإمكان ...." وبعد أن تذكره قال ما قال"لا تعرف كم .....".
لاحظوا أن الخطين مختلفان في اللون كأنهما تعبير عن صوتين مختلفين ، لهذا ينبغي عند اللجوء إلى هذا النوع من الأعمال الأدبية أن يحرص الأديب على استخدام تقنية تتعلق بالخطوط توضح أن المتحدثَين مختلفان .وغالبًا يكون الاسترجاع مقترنًا بكلام لأحد الأشخاص .

وقف أمام باب المدرسة على غير ما اعتاد الوقوف ..
"ألم أقل لك ستعيش طوال عمرك طالبًا غبيًا لا أمل فيك ، " ..سخرية الأطفال من حوله ، وصفهم له بالغبي .....
"تبًا لك أيها المعلم ابن ال....." (قصة)

من السياق نفهم أن الفرد لما وقف أمام باب المدرسة تذكر ما كان يقوله المدرس له ، وكذلك تذكر ضحك الأطفال من حوله ، ووصفهم له بالغبي ، وأنه قال تبًا لك أيها المعلم ابن ال.... بعد أن تذكر أيام الدراسة لكن لم يذكر ذلك صراحة لأن السرد غير مطلوب في كثير من الأحيان . كان من الممكن القول :

وقف أمام باب المدرسة على غير ما اعتاد الوقوف ..
راح يتذكر أيام أن قال المعلم له :"ألم أقل لك ستعيش طوال عمرك طالبًا غبيًا لا أمل فيك ، " ..سخرية الأطفال من حوله ، وصفهم له بالغبي .....

لكن من الضروري أن يتعود القارئ التعامل مع النصوص وكتابتها بطريقة أكثر احترافية كأنها فيلم أو مسلسل . وهذه التقنية شائعة الاستخدام في الأعمال التلفزيونية ..
هذا ما أردت توضيحه لكم وأنتظر منكم مشاركاتكم الفعالة ....وفقكم الله
.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 17-04-2009 الساعة 01:30 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس