القضية الفلسطينية قبل حرب 1973
مرت القضية الفلسطينية بمرحلة هامة في تاريخها بالفترة التي تقع بين أحداث أيلول/سبتمبر 1970 في الأردن، ومعركة رمضان المجيدة في عام 1973.
ويمكن تلخيص معالم تلك المرحلة بما يلي:
1ـ خروج المقاومة الفلسطينية من الساحة الأردنية نهائيا، بعد معارك أحراش جرش وعجلون عام 1971، وانتقال قياداتها وثقلها الى لبنان.
2ـ إجراء انتخابات محلية في (الضفة الغربية) بين شهري آذار/مارس وأيار/مايو 1972، كان الهدف الصهيوني منها خلق قيادات موازية تمثل الشعب الفلسطيني وتتقاطع مع قيادات المقاومة في الخارج.
3ـ إعلان الأردن في 25/3/1972 لمشروع المملكة المتحدة، باتحاد الأردن، مع أي جزء يتم تحريره من فلسطين (الضفة الغربية) ورفض قيادات المقاومة الفلسطينية لهذا المشروع واعتباره ينسجم مع جهود التسوية التي كانت سائدة في بعض العواصم العربية.
4ـ تشكيل مجلس مركزي للإشراف على القرار الفلسطيني من 20 عضوا. 4 من فتح، و 2 من الصاعقة و 2 من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و2 من الجبهة الشعبية الديمقراطية و2 من الجبهة العربية لتحرير فلسطين والباقي من الاتحادات الفلسطينية والمستقلين.
5ـ تم زيادة المجلس الوطني الفلسطيني ليصبح 180 عضوا وذلك في دورة المجلس الوطني الفلسطيني الحادية عشرة في القاهرة (6ـ 12/1/1973).
6ـ ظهور الانشقاقات في صفوف التشكيلات الفلسطينية، والاحتراب الداخلي والذي انعكس على نشاطات تلك التشكيلات في الدول التي يتواجد فيها الفلسطينيون، أو طلبة فلسطينيين، فكانت انتخابات الاتحاد العام لطلبة فلسطين تعكس عدم الانسجام بين فصائل المقاومة.
7ـ أخذت السلطات اللبنانية تضيق الخناق على حرية نشاط المنظمات الفلسطينية. في الوقت نفسه، اجتهدت بعض الفصائل الفلسطينية طرقا لإسماع العالم الصوت الفلسطيني باختطاف الطائرات وحوادث السفارات، مما خلق جوا من عدم الارتياح من قبل الدول التي تتواجد على أرضها مكاتب تلك الفصائل.
8ـ اغتيال ثلاثة من أهم قادة منظمة التحرير الفلسطينية، كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، في لبنان، مما أشاع جوا من عدم الاستقرار الأمني والنفسي والسياسي داخل لبنان مما سيؤثر على تواجد الفلسطينيين مستقبلا.
حرب تشرين 1973
رغم الهزيمة التي حلت بالعرب عام 1967، لكن الإرادة العربية لم تُقهر، وقد كان من نتيجة تلك الهزيمة أن احتل الكيان الصهيوني أراضٍ عربية من الدول التي اشتركت في حرب 1967.
وقد كانت كل من مصر وسوريا، تخططان للخروج من حالة (اللاحرب واللاسلم) فنسقتا فيما بينهما على خوض حرب واسعة وشاملة على الكيان الصهيوني وبدون تنسيق مسبق مع الدول العربية الأخرى، وكان ذلك في 6/10/1973. وتحت شعار ( تحرير الأراضي المحتلة) و (استعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين واحترامها...)
لقد خاضت الجيوش العربية هذه الحرب في بدايتها بكل شجاعة وبسالة وتجلت في المعركة بطولة المقاتل العربي واستعداده للبذل والتضحية. ومن هنا أحدثت للعدو هزة نفسية وحطمت مقولة (أسطورة الجيش الذي لا يقهر). وأظهرت الدول العربية (غير سوريا ومصر) استعدادا كبيرا في العطاء بين الاشتراك في القتال (الجيش العراقي والأردني) أو اقتصاديا عندما نسقت السعودية مع باقي الدول العربية النفطية، استخدام النفط كسلاح.
انحراف المعركة عن مسارها
رغم الأجواء المفعمة بالاعتزاز والرغبة في التحرير، ورغم تفاني الجنود وبسالتهم في أدائهم، فقد قدر لتلك الحرب أن تنحرف عن مسارها وتتحول من حرب تحرير الى حرب تحريك. خصوصا بعدما استطاع العدو فتح ثغرة بالجبهة المصرية التي عرفت بثغرة (الدفرسوار).
في 22/10/1973 صدر عن مجلس الأمن وبمبادرة سوفييتية ـ أمريكية مشتركة، قرارٌ يقضي بوقف إطلاق النار من الجانبين. وذلك بعد أن وصلت القوات الصهيونية الى الكيلو (101) على طريق القاهرة، والى قمة جبل الشيخ المشرف على دمشق. كان القرار المرقم (338) ينص على تنفيذ قرار مجلس الأمن (242)، وعلى إقامة محادثات سلام باشتراك كل الأطراف المعنية والمهتمة. وقد قبلت الحكومة المصرية القرار في نفس اليوم شريطة قبول الكيان الصهيوني به، أما سوريا فقد قبلت بالقرار بعد يومين. وقد تم فصل القوات على الجبهة المصرية في 17/1/1974، أما الجبهة السورية فقد تم فصل القوات في 29/5/1974.
يتبع
__________________
ابن حوران
|