عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-05-2009, 10:02 PM   #278
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

اللغة المجازية بدءًا من العنوان مرورًا بالأحداث انتهاء بالختام كانت حاضرةبشكل متوازن للغاية .
على حافة حلم : الحلم كأنه سور أو شيء يُجلس عليه ، وهذا يولد مجموعة من المشاعر المسيطرة على القارئ والمبدع على حد سواء كلها مشاعر قلق وخوف من سقوط هذا الحالم .وهذا العنوان يجسد نظرة المبدع لماهية الحلم ودوره في دفع عجلة أفكاره إلى الأمام .
زهرة اللقاء ووادي المستحيل ، كانا تعبيرين متقنين للغاية ، فاللقاء الذي يستمر مرة بعد أخرى كأنه زهرة يقابله في الناحية المقابلة المستحيل وهو منحدر عميق ، وكان هذا التقابل مقويًا لصورة التضاد.



خارج أسوار مدائن العشق
أتلحف سواد الأماني
وأتوسد أشواك الصبر
على صدري قلادة إسمها القلب
رفيق لدربي
أشد بيده
كلما لسعته جمرة الشوق

هذه البيئة المتكاملة ، والتي كان فيها المجاز ذكيًا متقنًا تصوير العشق بالمدينة ذات الأشواك ، ووجود اللحاف لكنه لحاف مخيف لحاف أسود ، ومعنى تلحف الأماني وتوسد الشوك هو الألم الشديد لكنه جعل الحصار لا فكاك منه ، فما فوق وما تحت كله سواد وشوك .

قلت لك أن صدر أيامي لم يكن عريضا بما يكفي
ليحمل رأسي المثقلة بأشجاني
فرميت نفسي بين أحضان
بحور يأسي الحائرة
لا مرسى لها ولا شطئان

صدر أيامي تعبير مبتكر رائع للغاية وكان العرض والاتساع من مرادفات الجسد البشري ، وهذا جعل لحالة الأنسنة دورًا كبيرًا في تعميق شعور الحزن واليأس .
جميل هو ورائع للغاية هذا التعبير صدر أيامي ، فهو يقصد به أيام الشباب ، وهذا تعبير تشكيلي لدرجة كبيرة . أما جملة ليحمل رأسي المثقلة بأشجاني ، فلم تكن في صالح النص أ ي أنها كانت زائدة .


صدقني سيدي، أنا لا أتعذر
لكنني إمرأة تحب
بصمت لن يطيقه بشر
أحب بشقاء الوفاء
وأخون بوفاء الشقاء

لله در ما تكتبين ، لقد كانت النزعة الفلسفية حاضرة بشدة ، وهي تعبير عن هذا الوعي المتراكم بكيفية التعبير عما يجيش بصدر الإنسان ، وكذلك الموازاة بين الحب بصمت والاعتذار كمحصلة لحياة الوفاء والصدق .


فأدر ظهرك لي ولا تلتفت إلى الوراء
وإسحق بخطاك كل أماني وكل رجاء

حالة الكبرياء والتي ظلت كامنة ، وتجسد صبر المرأة ، وفي هذا المقطع أرى لغة عيون مستبطنة ، وكانت القطعة من خلال السجع لها طابع شعري . ما يميز هذا المقطع أنه يعبر عن الأنثى في لحظتين مختلفتين تمامًا ، ومتلاحقتين ، ففي ثانية بعد أن تدرك المرأة أن هذا الآخر لا يبادلها مشاعرها تظهر لها وجهًا آخر هو وجه الكبرياء والأنفة وهذا دائمًا طبعها .

واتركني أنظر إليك راحلا
أدفن لقاءا كان بيننا
....هنا....
على حافة حلم

جميل ما كتبت ِ ، وقد كان للنقاط تأثيرها الذي يشعِر بالصمت الذي يسبق الكلمة الأخيرة . كانت النقاط معبرة عن دفقة شعورية وعن أداء صوتي معين وهذا من جماليات العمل . وكانت فكرة الاسترجاع للذكريات موفقة للغاية في تبرير هذا الشعور تجاهه ، فهي تقص عليه أسباب عتابه لها ، وتمضي فيها منتهية به إلى الأسباب التي من أجلها قالت له ارحل . هذا العمل من أجمل ما كتبت وتتضح هذه الحقيقة حينما تقارنينه بما كتبتيه منذ ستة أشهر أو أكثر . عمل اجتمعت فيه خصائص عدة ، كاللغة المجازية ، والرؤية الفلسفية ، والحوار المنهجي ، والعنوان . دمت موفقة باركك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 21-11-2009 الساعة 08:43 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس