عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-05-2009, 12:02 PM   #4
الشيخ
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 1998
الإقامة: دزاير مون امور
المشاركات: 6,126
إفتراضي

الشيخ لكحل يروي لـ”الخبر” فصولا من الجريمة
”بقروا بطون النساء وحوّلوا جثث الأبرياء إلى رماد”






يقول الشيخ لكحل ”كنت رفقة العديد من الشبان، وأنا ابن الـ 23 ربيعا، أعمل عند لافي، وهو أحد كبار المعمّرين بهليوبوليس· وكان هذا الأخير قد استولى على ضيعة للجزائريين، ضاحية قرية حمام برادع، وأقام بها فرنا لصنع الجير، كما أنشأ مطحنة للقمح، معروفة اليوم بمطاحن مرمورة· ولما اشتدت التوقيفات في الأيام الموالية ليوم الثامن ماي، اضطررت رفقة أخي صالح إلى الانقطاع عن العمل هروبا من الموت· وبعد استفسار أحد الإيطاليين، وكان يدعى ياكونو، والدتنا عنا، في أثناء مرورها بمحاذاة ”الفيرمة”، نصحها بأن تفرض علينا الهروب إلى حين تهدأ آلة التقتيل· وأمام تصاعد موجة التقتيل داخل ”فيلاج هيليوبوليس” بمشاركة إيطاليين مساجين عند المعمر لافي، فررنا إلى فيرمة ”شهابة”، ومنها إلى ”لمحادبة”، بعد أن شحذنا سكاكيننا وشواقيرنا”·
قتل 14 امرأة في ليلة واحدة
بلغت الوحشية بمجرمي الاحتلال، عندما عجزوا عن ملاحقة الرجال إلى الجبال المجاورة لمنطقة بوقرقار، خارج مدينة هليوبوليس، السطو على بيوت معزولة وقتل وبقر بطون ما لا يقل عن 14 امرأة في عشية واحدة، يقول الشيخ لكحل، قبل أن يضيف ”وكان السفاح المعروف بـ”حمر زديرة”، الذي لم يسلم من بشطه حتى أخوه لخضر، ومعه السفاح اشمول، صانع هذه المجزرة التي بقرت فيها البطون”·
فجأة يتوقف الشيخ عن الحديث، وتحمر عيناه، تأخذه رجفة، ينهض متكئا على عصاه قبل أن يهم بالقول ”الكحلة··، الكحلة··”، لم نفهم شيئا من صرخته التي ألفها أهل هليوبوليس، حتى تقدم منه أحد باعة السجائر يهدئ من روعه إلى أن استرجع وعيه، فهمنا بعدها بأن صيحته تعني الطائرات المقنبلة لقرية حمام أولاد علي من ذات البلدة، ولبعض المداشر والدواوير·
لم يشف السفاح أندري آشياري بميليشياته غليله من المواطنيين، رغم تحويل مسيرة الشرف والحرية إلى سيول من الدماء داخل مدينة فالمة، فراح يجمع المساجين والموقوفين من مناطق بلخير وهيليوبوليس وقلعة بوصبع وبومهرة أحمد، لينقلهم ليلا على متن شاحنات لافي إلى كاف البومبة، الموجود في مدخل هليوبوليس بمحاذاة وادي سيبوس، وإعدامهم جماعيا، قبل أن يلقي بجثثهم إلى أسفل الجبل·
وقد عمد صناع الإبادة أول الأمر، إلى ترك الجثث متراكمة لترهيب السكان، ثم راحوا يوارونها شيئا فشيئا بسواعد جزائرية· لقد كان العدد كبيرا جدا، يقول الشيخ لكحل، ولا يمكن لأحد حصره في رقم معين، ”لكن أؤكد لكم بأن من أعدموا بكاف البومبة يعدون بالمئات، ومن شنقوا بجسر وادي سيبوس المحاذي له كذلك، وبمدخل فالمة، على مقربة من مقر مديرية الحماية المدنية اليوم، أيضا على غرار خليفة قروي وبشكر لخميسي وطاوغي لحسن، وأسماء أخرى كثيرة لا أذكرها··· واستمر التقتيل بهذه الطريقة الوحشية في كاف البومبة لأكثر من أسبوعين”·
واد سيبوس شاهد على رماد الجثث
لما علم المجرمون بقدوم لجنة تحقيق أوروبية لمعاينة المجازر، سارعوا إلى المقابر الجماعية بكاف البومبة ليلا، وأخذوا بإخراج الجثث ونقلها على متن شاحنات المعمر لويس لافي إلى” قمينة الجير” الكائنة بضيعة هذا الأخير، ضاحية قرية حمام برادع، وتحت جنح الظلام، لتبدأ المحرقة·
ويذكر الشيخ لكحل بأن لافي طلب من الجزائريين العمال عنده بإحضار الحطب ”ولم نكن ندري في بداية الأمر بأنه لحرق إخواننا··” يتوقف قليلا ثم يواصل، وقد احمر وجهه الشاحب واغرورقت عيناه بالدموع: ”كان الرماد الناتج عن حرق الجثث بفرن الجير، ينقل عبر شاحنات للمعمر لافي، فيرمي على ضفاف وادي سيبوس ليلا، لمحو آثار التقتيل والتنكيل الهمجي”·

منقول
__________________
فعلم ما استطعت لعل جيلا . . . سيأتي يحدث العجب العجاب
إنهم أطفالنا إن شاء الله





http://mo3takal.blogspot.com/ قيد الانشاء

لذكرى السنونو المهاجر http://www.echaikh.7p.com
الشيخ غير متصل   الرد مع إقتباس