عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-05-2009, 11:56 AM   #4
سيدي حرازم يطرونس
المشرف العام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: SDF
المشاركات: 1,056
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة العنود النبطيه مشاهدة مشاركة
اخي عصام
هل تشارك الكاتب رايه
في ان العولمة ليست للهيمنة الاقتصادية والثقافية؟؟؟
هل تبين حتى الان ان للعولمة مدخلات ومخرجات تؤدي الى غير ذلك؟؟؟
هل تؤمن بان العولمة لن تعمل على ذوبان واختفاء الهوية الحضارية والثقافية للدول والافراد
ويصبح العالم كله مائعا في بوتقة مادية لا تربط بين الاناس الا المصالح المادية المحضة؟؟؟
هل هنالك علاقة بين البعد الحضاري للدول الفقيرة
والعمر القصير نسبيا للدول العظمى بالعولمة واهدافها؟؟
اتمنى ان اعرف رايك الشخصي في هذه النقطة


أهلا أختي العنود..
بداية اسمحي لي أن أعود لطرح التساؤل انطلاقا من الفقرة الأخيرة التي ارتكزت عليها في اعتراضك، فيكون تساؤلك على هذه الصيغة : "هل العولمة تعني الهيمنة الاقتصادية والثقافية للغرب"؟
وأنا أقول لك أن الهيمنة الاقتصادية ليست للغرب، فقط لأنه غرب، بل هي للغرب لأنه يملك اقتصادا قويا، وهي أيضا، للشرق الأقصى، ولكل الدول التي استطاعت بناء اقتصادات قوية ومتينة، والكاتب يقدم مثالا على ذلك الصين والهند، ومعلوم أن الصين اليوم هي عملاق العالم، الذي تعول عليه أمريكا لإنقاذ اقتصادها من أزمته العالمية، عبر بيعها سندات الخزينة الأمريكية، هذه السندات التي تملك فيها الصين اليوم 739 مليار دولار ما يعني أنها السيدة الأقوى في العالم.
ويمكن أن ينطبق الأمر على أي دولة أو تجمع دول بعد ذلك، هذه التجمعات أو التكتلات التي صار يسعى إلى إقامتها كل بلدان المعمور إلا دولنا الغبية للأسف.. وهكذا ليس هناك أمر ثابت في الإقتصاد وليس هناك مقدس، أما فعل الهيمنة فهو مطلب الجميع وكل قوي يسعى بالضرورة إلى ابتلاع الضعيف ولنا في الشركات العادية عبرة، فماذا يعني خلق شركات مجهولة الإسم s.a إن ذلك يعني منذ البداية رغبة الاقتصاديين في الخروج من صنف الشركات العائلية أو المتوسطة والصغيرة من أجل ضمان مكان بين الأقوياء لأن هذه هي فلسفة السوق أينما كان مكان وزمان العملية الاقتصادية في هذا العصر، وما ينطبق على الإقتصادات الصغرى ونلحظه بأم العين في متابعاتها اليومية هو نسخة طبق الأصل لما يجري بين الاقتصادات الكبرى والتكتلات عبر العالم.
وأعرج الآن على مسألة الثقافة.
أختي العنود.. بداية من منتصف التسعينات صار مصطلح العولمة يطرق ابوابنا عبر وسائل الإعلام ومن مختلف الجهات، ولا أحد يهاجم العولمة إلا ويقال عنه إنسان شهم ومثقف وقومي وطني، وما دافع عن العولمة أحد إلا اتهم بأنه عميل للغرب وخادم طيع للامبريالية والاستعمار الجديد.
سكت المدافعون والمهاجمون وجرت بنا الأقدار وسرنا وسارت معنا السنون.
واليوم، نظرة إلى ماضينا، تظهر لنا أننا كنا نعيش العوملة الثقافية بحذافيرها قبل أن نسمع عنها، من منكم من يشاهد والت ديزني ؟ من منكم لم يكن يقرأ لـ أكاثا كريستي، من منكم كان يجهل الكوكاكولا والبيبسي ؟
ميكي ماوس، دونالد، وكل الذين ظلوا يتلاعبون بعقول الصغار في حلقات المسلسل الكرتوني جزيرة الكنز، والمبادئ الليبرالية المسربة عبر حلقاته، ألعاب الننتاندو والرسوم المتحركة الأمريكية واليابانية، والأفلام، واللغة الأجنبية والرياضات الحربية التي تقربنا من فاندام أو براسلي، رومبو، أرنولد.. والقائمة طويلة.
لقد كنا نعيش تحت مظلة ثقافة أمريكية منذ صغرنا، ولم ننتبه إلى ذلك، بل أكثر، تبنيناها وصارت من طفولتنا العادية والبريئة، ولم يوجد أي تعارض لدى أحد، بين أن يكون مسلما عربيا، وبين أن يكون عاشقا لوالت ديزني ومغرما بالأفلام الأمريكية، يعطش فيشرب كوكاكولا، ويجوع فيطرق باب أحد المطاعم الأجنبية.
أكتشفنا أننا كنا نعيش ثقافة، عربية إسلامية أوربية أمريكية يابانية صينية أفريقية، ولم نجد تعارضا بين كل هذا وذاك، وكان هذا مدخلا ليصل مؤلف الكتاب السابق، إلى إيجاد ذلك التوافق والوئام بين أن تكون مواطنا ينتمي إلى قطر محدد، وبين أن تكون مواطنا عالميا.. على المستوى الثقافي والهوياتي على الخصوص.

أما قولك يا أختي العنود أن من نتائج العولمة تحول العالم إلى بوتقة مادية لا تربط بين أناسه إلا المصالح المحضة، فهنا دعيني ألفت انتباهك يا اختي العزيزة إلى خلط بسيط وقع فيه تحليلك، فأنت هنا تقصدين الفردانية التي تطبع تصرفات الناس، وهذه ليست من نتائج العولمة بالضرورة، بل تطور الحياة المدنية وتسارعها الذي لا مفر منه، كضريبة للتقدم، فهذه الأوصاف التي أظهرت لي تأففك منها، ظهرت مع التطور الصناعي، حيث انزوى كل واحد بعمله الشاق، واضطر آخرون للسفر أو الانقطاع عن أسرهم لفترة، وأمام مطالب الحياة المادية وكثرة رغباتنا وتعدد مطالبنا في توفير الضروريات والكماليات ابتليت عادات الإنسان بهذه الأمراض الاجتماعية من قبيل، الرغبة في الاغتناء، التعب الذي يدفعك إلى عدم التفكير في الآخرين، انشغالنا بمتطلبات الحياة، وهذه المظاهر سابقة لكل حديث عن العولمة، وقد تجدين مثالا في مجتمعك القريب ومجتمعي، حيث أن : في عمارة من ست طوابق، قد تجدين سكانها، لا يعرفون بعضهم، لا يتبادلون تحية السلام، لا يسألون عن بعضهم، ولا يتزاورون. وإن نسيت شيئا ذا قيمة على الدرج، فعليه العوض ومنه العوض.
__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"
سيدي حرازم يطرونس غير متصل   الرد مع إقتباس