عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-05-2009, 06:24 AM   #2
فكره وطريقه
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2009
المشاركات: 44
إفتراضي

فهذه الآيات القطعية الدلالة القطعية الثبوت تؤكد على حرمة اتخاذ الكفار أولياء وأوصياء على المسلمين وتحرم التحاكم إليهم والاعتماد عليهم وتلقي المشاريع والقرارات منهم كما يحصل في هذه الأيام، حيث كل المشاريع المشبوهة يصيغها الكفار ويفرضونها على المسلمين كخطة خارطة الطريق التي تشرف عليها الرباعية الدولية وما شاكلها.
ومن هنا كانت النظرة الشرعية للصلح مع كيان يهود تؤكد على أنه حرام شرعاً وأن إثم الصلح كبير وخطره فظيع والسكوت عنه أمر لا يجوز، ويجب إنقاذ الأمة من هذا البلاء وتحريرها من السقوط في حمأته والتبرؤ من فعلته.
إن اليهود كما وصفهم القرآن قوم جبناء وأنذال وليسوا بأهل حرب، والآيات الكريمة بينت لنا واقعهم. قال تعالى: )وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ(، وقال: )ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ(.
فالله سبحانه قد حكم على اليهود بالذلة أينما وجدوا أبد الدهر إلا بحبل من الله وحبل من الناس كما هو حالهم اليوم مع أمريكا ودول الغرب الكافرة العدوة للمسلمين.
لكن حماية أمريكا لهم مؤقتة لأن الله قد تأذن وحكم بأن يسلط عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب لبغيهم وإفسادهم في الأرض وعصيانهم وكفرهم بآيات الله.
فدولة يهود من ناحية شرعية ستُزال حتماً وسيقضى عليها لا محالة لأن سوم العذاب الدائم باليهود إلى يوم القيامة تقتضي أن لا يكون لهم كيان يرفع عنهم العذاب والذلة.
فلا يهولنكم –أيها المسلمون- أمر (إسرائيل)، ولا يخيفنكم ما أعدوه من عدة وسلاح فذلك لن يحميهم ولن ينفعهم ولن يحول دون استئصالهم من شأفتهم والقضاء عليهم، وسيحل بهم ما حل بمن سبقهم من يهود بني قريظة إذ ظنوا أن حصونهم مانعتهم من الله ولكنها لن تغني عنهم شيئاً قال تعالى: )مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ(.
هذا هو المصير الطبيعي المؤكد والحتمي لهذه الدولة الجرثومية القذرة الفتاكة المسماة (إسرائيل)، فثقوا بأن مصيرها إلى زوال قطعاً، أما الرضوخ لدولة يهود ولأمريكا وأوروبا والسير في مسلسل التصفية الذي ينقل المسلمين من حالة اعتراف إلى حالة تفاوض وإلى حالة صلح في دوامة مفرغة ومتاهة لا مخرج منها، فإن هذا الرضوخ سيفضي فقط إلى تقديم التنازلات المهينة التي لا تنتهي، ومن يسير في مثل هذا الدرب فلن يحصل على شيء. فقد جرَّب دعاة السلام الزائف كل الحلول فانظروا إلى ماذا أوصلتنا حلولهم!!!.
لقد أضاعوا فلسطين وأضاعوا معها ما تبقى لنا من عزة وكرامة أمام الأعداء، وتعقدت الأمور والنتائج دائماً كانت كارثية، فمن احتلال إلى مصادرة للأراضي وهدم للبيوت وتقطيع أوصال البلاد والعباد من خلال الجدار والتهويد والحواجز والاعتقالات وما شاكل ذلك من إجراءات مذلة لأجل ذلك كله يجب أن لا ننظر إلى حل قضية فلسطين إلا من خلال الجهاد الذي أوجبه علينا الله سبحانه وتعالى.
أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن النبي r قال: "لتقاتلن اليهود فلتقتلنهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي تعال فاقتله".
وقد وعدنا الله سبحانه –ووعده حق- بقتال اليهود تحديداً وبالانتصار عليهم. قال تعالى: )َقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً{7} عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً(. ولقد حصل العلو والإفساد من قبل اليهود مرتين قبل البعثة ووقع الإهلاك والتدمير حسب وعد الله الذي كان مفعولاً.
وها هم اليهود اليوم يعودون إلى العلو والإفساد بشراسة وفظاعة لم يسبق لهما مثيلاً، وبسبب ذلك فإن الله سبحانه سيعود عليهم بالقتل والتدمير والإهلاك حسب وعده القطعي الثبوت والقطعي في دلالته التي أفادها قوله سبحانه: )وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا( فها هم عادوا بالعلو والإفساد ويجب أن يعود الله عليهم بالإهلاك والدمار جزاءاً وفاقاً.
لذلك كان أمر القضاء على (إسرائيل) قطعياً، وكان حقاً أن يكون هذا القضاء باسم الإسلام وعلى أيدي المسلمين وليس باسم العروبة أو الفلسطينية لقول الرسول r في الحديث الصحيح: "يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي تعال فاقتله".
وأما اللاهثون السائرون وراء الحلول الاستسلامية والذين يلتحقون بركب الزعماء الخونة فإن ذلك اللهاث واللحاق لن ينفعهم لا في الدنيا ولا في الآخرة، بل إن زعماء الخيانة والعمالة سيتبرؤون من تابعيهم يوم القيامة كما قال تعالى: )إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ{166} وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ(.
وختاماً أقول: إن فلسطين أرض خراجية إسلامية رقبتها موقوفة على جميع المسلمين في الدنيا ولا يجوز التصرف بها بيعاً أو شراءً أو صلحاً ومن يفرط بذرة تراب منها فهو خائن لله ولرسوله وللمؤمنين وينطبق عليه قوله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ(.
هذا هو حكم الشرع في القضية الفلسطينية أيها المسلمون فالتزموه قال تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(. فباستجابتكم لله وللرسول ستعيدون عزكم ومجدكم قال تعالى: )مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً(.
فالمطلوب هو الالتزام بالحكم الشرعي في هذه القضية وفي غيرها فإن فعلنا فزنا بالدارين وإن لم نفعل خسرنا كل شيء وكانت العاقبة وخيمة، واعلموا أن الله سبحانه ليس بحاجة لمن ينصره بل نحن بحاجة إلى نصر من عنده فلنتوكل عليه، ولنعمل وفقاً لما يرضى، ولنكن من الذين يوصفون بأنهم عباداً لله إذا أرادوا أراد، ولا نكون عاصين لله عاقين لأمتنا.


بقلم احمد الخطواني

--
فكره وطريقه غير متصل   الرد مع إقتباس