عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-06-2009, 11:00 AM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة البدوي الشارد مشاهدة مشاركة
من العجب اختصار بضعة عشر قرنا بهذا التعميم العام المعمم.
الفرس هم واحد من الشعوب الإسلامية وقد بنوا هذه الحضارة العظيمة مع إخوتهم العرب والترك والأكراد والبربر والشراكس والهنود والشعوب الأفريقية إلى آخره...

هذا صحيح .. ولكن هذه المسألة لا تسجل لهم بل تسجل لمن خلصهم من المجوسية وممن فجر لهم طاقاتهم، فالفرس والكرد والعرب والروم، هم بشر خلقهم الله عز وجل، فلا فرق بين عربي ولا عجمي ولا أبيض ولا أسود..

لقد اقترن العلم وطلبه بالدين الإسلامي[ طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة... واطلب العلم من المهد الى اللحد ... واطلب العلم ولو في الصين ... والحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها التقطها ... وتفكر ساعة خير من عبادة ألف سنة الخ].

فبادر العرب الى الانتهال منه وتشجيعه وترجمة ما لدى الشعوب من تراث، وكان الخلفاء العباسيون يستعيضون عن أخذ المال من الروم بأخذ مخزونهم من المخطوطات المرمية في الردهات المظلمة، فنقحوها وجددوها وجعلوها متاحة لكل البشرية. وعندما وصلوا للأندلس أشاعوا الروح العلمية، فأصبحت أسبانيا موضع حسد للأوروبيين لأن العرب والمسلمون قد فجروا طاقات أبنائها.

فالعلماء لا يظهروا بحضارة معالمها البذخ والقصور والحسان والتيجان، كما كان في عهد فارس قبل الإسلام، ولم يسجل التاريخ لفارس قبل الإسلام أي مساهمة حضارية تذكر، غير الديانة الزردشتية التي أخذوها عن الإغريق، وكتاب كليلة ودمنة المترجم عن الفارسية.

في حين عندما استعانوا باليهود الذين سباهم نبوخذ نصر، واحتلال كورش الفارسي للعراق وبقاء الاحتلال مدة 12 قرن، هووا بالعراق من أعظم حضارة في التاريخ الى أكثر بلدان العالم جهلا، حتى حرر العرب والمسلمون العراق منهم واستأنفوا حضارتهم ودورهم التاريخي..

فإن ظهر الغزالي والقزويني و الخوارزمي والفارابي ونظام الملك وغيرهم، فقد ظهروا بحاضنة عربية إسلامية ترعى العلم والعلماء.. كما أن حروفهم كانت قبل الإسلام حروف نبطية وآرامية (وهي أحد الروافد اللغوية العربية) ثم أصبحت الكتابة العربية هي كتابتهم..

إن الفرس أخي (البدوي الشارد) لا يقلون ذكاء عن بقية شعوب الأرض، لكن لا نقصد في كلامنا شعبهم ولا طائفتهم، بل نقصد التراتب السياسي الذي لم يتغير منذ عهد الساسانيين، فالحلقات الحاكمة في القدم تتوارث أحلامها، فإن اعتنق الفرس الإسلام فإن الطبقة العليا من الطبقات السبعة المكونة للمجتمع الفارسي، هي التي فقدت امتيازاتها..

سأقرب ذلك بمثال: لقد غادر أحمد الجلبي العراق على إثر ثورة 14 تموز 1958 (عبد الكريم قاسم) وعمليا هو لم يصطدم مع نظام البعث، لكنه حن الى أمجاد أسرته الاقطاعية التي فقدتها بانتهاء الحكم الملكي.
كذلك هو الحال عند الكثير من الفرس.. ولا علاقة للشعوب المسحوقة من (فرس وعرب وكرد وبلوش وأذربيجان) وبغض النظر عن طوائفها الدينية..

ومن المحزن أن نجد رجلا عاقلا كابن حوران ينقاد (لا أعرف لماذا أهي نزعة قومية عربية فيها غلو من نوع النسخة العراقية يا ترى؟) إلى هذه التعميمات غير المألوفة.



غير مألوفة عند من؟؟ عند من أعدموا رئيس الدولة في صبيحة عيد الأضحى؟؟؟


لا يوجد تاريخ واحد منسجم ذو اتجاه واحد متجانس للفرس كما أنه لا يوجد تاريخ واحد للعرب، وكلا الشعبين كان فيه ولا يزال البررة والفجار، وكثير من أئمتنا العظام فرس ليس أولهم أبو حنيفة ولا آخرهم الغزالي والجويني.


لا خلاف على ذلك.

والتشيع بدأ عربياً للعلم، وظلت إيران في معظم تاريخها سنية فلم تتشيع إلا في القرون الأخيرة.
ومع ذلك فليس الشيعة سواء ولا سواء من نسب نفسه لأهل السنة. وأعتقد أن شيعيا حديثا من نوع علي شريعتي رحمه الله هو أقرب إلى السنة بروحها الحقيقية من كثير جدا، بل ربما من معظم، من يكتب الآن زاعما أنه يدافع عن أهل السنة.

لا تعنيني مسألة الطائفية، لا من قريب ولا من بعيد.

تقبل احترامي
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس