الموضوع: لسعة البوح
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-06-2009, 02:08 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

رغم أني لست من كتاب ولا نقاد الشعر النبطي أو العامي ، إلا أن ثمة قواعد عامة تربط فكرة الشعر والإبداع بوجه عام تتجلى في اللغة المجازية وتوظيف المعاني بما يتلاءم مع طبيعة الموضوع .
من هنا كان تعقيبي على عملك وأرجو أن أكون منصفًا فيه ..



ضحكتي وان بدت للناس مغصوبة
وفي داخلي الهم يترنم على الاوتار



أكثر ما أعجبني في هذا البيت تصوير الهم وتجسيمه على أنه
طائر واستخدم كلمة يترنم أعطت حالة من المفارقة في الحالة
النفسية ، فالترنم للسعادة لكنك جعلته للحزن والطائر بطبيعته
شديد الطيران ودائم الحركة لكنك أعطيت الهم وصفًا للطائر
رغم استقراره في القلب وعدم مفارقته وهنا تكون رؤيتك لعنصر
الحركة الداخلية ودلالة الأفعال موفقة للغاية .


مشاعري اصبحت للغم مخطوبة
واحساسي سلم نفسه للاقدار

لاحظ الغم غير الهم فالغم هو الحزن إذا وقع أما الهم هو انتظار الحزن
والذي لم يقع بعد .وتشبيه المشاعر بالمخطوبة للغم يعني حالة
من الوعد بالاستكمال والاستغراق في الحزن وهناك مزاوجة
بين المخطوب للغم والإحساس الذي يسلم نفسه ، فالجانبان يشتركان
في عنصر واحد وهو الانتقال وها تكون الخطبة متماشية مع الأقدار وهي الحزن.
فقط أختلف في تسليم النفس للأقدار لأن ذلك معنى غير صحيح في الدين ،
فالقدر لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا وإنما هو مسيّر بأمر الله ، وفي هذا البيت
عدم رضا بالأقدار وهذا يخالف ما أمرنا الله به من الإيمان والرضا به .


الهامي غاب ماعادصرت اشوفه
تركني بين هجير الافكار


اللغة المجازية عندك جيدة ، والهجير هي الصحراء وهنا يكون تعبير
الصحارى للأفكار رائعًا لأنها أفكار خاوية لا ما ء ولا زرع فيها كالصحراء
وإلى ذلك فهي متسعة بشدة وهنا يكون للألم معناه الواضح ، وكلمة
إلهامي الذي لم تعد تراه يأخذ سمة مشابهة للسراب في مقابلة الصحراء ..
وهذا يرتبط بدرجة كبيرة بالعنوان الذي هو لسعة واللسع يكون في الصحراء بسبب
شدة حرها .
أي أنك متمكن بفضل الله من تحقيق (إتيان النظير )

والخواطر اصبحت عندي مبحوحة
حتى حروفي تناثرت مابين غيوم وامطار

أشعر أن فيها خللاً ما في الوزن وأن كلمة غيوم
جاءت لتصنع بيئة تشبيهية متكاملة مع الأمطار
لكن أشعر أن ثمة فجوة بين الخواطر المبحوحة
والحروف المتناثرة بين الغيوم والأمطار .

عمومًا القصيدة كانت رائعة وعنوان لسعة البوح كان جيدًا للغاية يتناسب مع جو القصيدة ،
ورغم أن البوح يأتي ليحقق الراحة والإفضاء إلا أنك جعلت له معنى مخالفًا مما يجعل حالة
الحزن بادية للغاية ، فلا الصمت أراح ولا البوح أراح ، وظل ت الحرقة متسيدة على بستان القلب ..
وفقك الله وأنتظر مزيدًا من إبداعاتك .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس