[داود]

المشاركة الأصلية بواسطة داود

رأيـت

وطــنٌ يئـن

وأطفــالٌ مقـتـولة

مـئذنة مســـجد

هـــامتها

مكســورة

امــرأةً تصــرخ

ودمـــوع ودمـــــاء

حــولها منثـورة

بقـــايا .. و .. أشـــلاء

ورجــــــــالٌ

شــــهداء

صـــراخٌ وبـُـكاء

وجــراحٌ

محـفـــورة

وجــدارٌ مـــائل

مثقــوب بقــنابـــل

وطــريقٌ أســود

وشــِقٌ هائـل

فـــيه

شـجيراتٌ محــروقة

وثمــارٌ ســقطـت

بدماء ممزوجة

لم أتمالك نفسـِــي

فوقعــــت

يتلاحـــق نـَـفـَسي

اختنقــت

أغمضـت عـــيني

.

.

.

فــرأيـت

.

.

.

................
يتبع

رأيت

فزعاً يلاحقني

وعيون ترمقني

وأيادٍ ممتدة

ودموعٌ تـُغرقني

فتحت عيني

و وقفت

غمرت فرشاتي

في الألوان

ورسمت

رسمت نافذة مكسورة

أطللت منها

فوجدت عصفورة

مقتولة

تئن بجانبها أفرخها

وعشٌ مدهوس

وفتاةٌ .. مشلولة

سقطت من فوق كرسيها

تتمنى لو كان بيدها

لو .. ما كانت مشلولة

لحملت راية أمتها

لقاتلت

منذ طفولتها

وظلت تبكي

لِعلتها

تبكي

فترتعد الصورة

زاد نبضي

فهممت

أن أدخل رأسي

.

.

.

حاولت

.

.

.

لكني رأيت

.

.

.

عجوز ٌ ضريرة

تسحب يدها

فتاة صغيرة

تحمل معها

دُمية

برأس مقطوعة

وقدم مبتورة

مازالت تمسكها

ما زالت

تـُعانقها

تتعثر في الأحجار

خطوتها

تسقط

تصرخ جدتها

تقف وتداعب لعبتها

تهمس

لا تخافي

أمك

الأحجار أسقطتها

تنظر بدموع

إلى جدتها

وأمي

الأحجار .. دفنتها

.

.

.

اقشعر بدني

فتهت

ضاق صدري

فشددت رأسي

ودخلت

.

.

.

بكيت


.

.

.

تركت

الفرشاة والألوان

وجلست

بعيداً

أتأمل اللوحة

فغبت

.
.