[أمغار]

العنز لا يسمن الا بالعلف...لا يسمن العنز بقول ذي لطف
فلا يذهبن باحدكم التيه فيرجو مني غير الذي الف...
فأنا متخفف من العلفين منذ البدأ
افتح عينيك جيدا الآن ...
المشهد التالي مرآة كاشفة قد تعكس قبح بعض من يدارونه عن انفسهم..

ايام كنا صغارا نتلقى نفس جرعات التجهيل التي كان يتلقاها أغلب محاورينا الآن في المنتديات، عبر المدرسة و المسجد و التلفزيون..
كنا عكس كثير منهم نشرب سم الجهل و نتعافى بترياق الوعي و نتسلى برؤية بعض ابطال الرسوم المتحركة الذين يسكرون بـ "عصير التوت" (الترجمة الرسمية للنبيذ ايام كان الشرباتي صغيرا) ... كنا نتمنى خلسة في أنفسنا لو انا كنا مكانهم فنفوز فوزا عظيما
انتبه... ليس المهم ان تتمنى الحرام و انت غير مدرك لحرمته
المهم ان تلاحظ المفارقة في التسويق و اثرها عليك لاحقا و تسأل ان كنت لبيبا:
لماذا يسعدون هم بعصير توتهم حتى الثمالة كما هو ظاهر للعيان ...و عصير توتنا نحن لا يسكر (حسب السلطات) و لا يسعد و لا يغني من عجب...؟
الاجابة كانت تاتينا في النسخ الأصلية غير المزورة من تلك الرسوم المتحركة و نسخ أخرى من رسومات و ضرائب دفعنا ثمنها باهضا لما لم نعد صغارا حتى لا تبقى اعيننا فريسة للمزابل و عقولنا حقول الغام تحمي حمى جلادينا.
اللباس لا يصنع الراهب.. التسويق يصنع العجب
هو هذا التسويق ذاته لكل العورات التي اجتهدت و تجتهد الانظمة الرديئة في تجميلها في اعين العامة و تبيعهم اياها بكاج مع الدين و الوطنيه و اشياء اخرى (يختلط حلوها بأجاجها) جملة واحدة و بالتقسيط غير المريح... و النتيجة يوزرات تستحي اقنعتها من اعجازها.. تندفع ... تدافع ... تشتم ... تتوعد .. تكفّر ...تغضب.. ثم تنبسط ..و نبتسم نحن لغضبها و انبساطها لما نرى الجهل بطرا لا يجد له نصيرا غير أنا منتفخ داخل ذوات تعيسة (الله يرحم شهدا و الله يرحم هبنقة لما قال لا اصلح ما افسد الله*)

تمعن

ما قد تتصوره عدو لك هو نتيجة غير مرجوة و غير محببة لنفس المقدمات التي انجبت اسباب العداوة فيك.
الفرق أن احد الخصمين تفطن و لسبب ما انه مشروع مولى في محيط يعرباتي متعفن فانتقل من الادراك الى المعارضة و بعدها و في مرحلة اخيرة الى السخرية القاتمة و هي اعلى مراتب التجلي.. و الآخر بقي مستمرا في الاعتقاد ان الذي يشعل خدود ابطال الرسوم المتحركة سعادة و احمرارا هو بالفعل عصير التوت.
المعتقدات و الاشياء الاخرى تنساب الى ادراكه عبر أعمى العميان مباشرة من اللوح المحفوظ.
النتيجة ان سيدي حرازم و سيدي سما و سيدي عثمان و سيدي فليطوكس اناس من هذا العصر... من هذا العالم... يحتفظون بعقولهم مكانا آمنا من الخرافات و كذب السلطات... و يوفرون طاقاتهم لما يستأهل...و ان شئت شيئا من الانصاف فهؤلاء ليسوا أعداء لانفسهم ، تصدقوا بارادتهم لمن يملك القدرة على تحويل الناس الى ظهور تركب و ضروع تحلب فقط بعصا و طبل و قليل من العولة.
هؤلاء لم يتخلوا عن عقولهم أمانة لدى سدنة معابد الطغاة يرصونها طوبا يعبد طريق "ولي الامر منكم الى سرمدية تجلي الرداءة بكم و لكم

في الحياة ظاهرة تتكرر كثيرا عند من لا يحترم عقله... تسمى هذه الظاهرة : سخرية الاقدار..و منها ان يصادف سجنك بسبب قضية ايمانيه قلبا عامر بالاسئلة و الظنون... و يجاهد بعد ذلك فيك من قد امن شر السجن لا بهذا السبب و لا بغيره..
و المُؤَمِّن ميوعة ظاهرة و زيادة مفرطة في هرمون الشاعرية كما نراه في الكتابات بالوان دم الحيض هنا ..
تشبيه بليغ لمن اراد ان يطرق منه الجفون بالعبر.
العرب يقولون اشياء جميلة و ذات معنى أحيانا: ويل للخلي من الشجي.

اليوم لما يرفع احدهم لواء الدين موشحا بالولاء لدور البغاء المسماة مجازا دول عربية في وجهنا نحن "المنافقين" أتذكر الدون كيشوت دي لا مانشا (الله يرحم شهدا) و اتذكر ايضا انني كنت في ما مضى اشعر بالشفقة على أمثاله
اليوم انا اتسلى
رجاءا واصلوا.. نحن نحبكم..صدقوا
لا داعي لاحاطتكم بالاسباب؟
احتفظوا فقط بالاهم..الحوب... فالشيطان يكمن في التفاصيل.


* يروى عن هبنقة انه كان يسمن السمين من خرافه و يترك الهزيل فسألوه لما تفعل ذلك؟ فرد : لا اصلح ما افسد الله

مسروق من مدونة الملا ابن قنب الهندي طبيب لرواح القاديه دمه فتان:
http://younesbox.blogspot.com