عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-07-2009, 02:53 PM   #352
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


مرفهة جدا مشاعري

فاحذر أن تنهال بعشوائيتك

جميل في هذه الخاطرة تشخيص المشاعر وتشبيهها بالإنسان وكلمة مرفهة تختصر

في ضمير الفرد العديد من التصورات لذلك كان وجود الفعل تنهال وبعده كلمة عشوائية مقويًا من دلالة النص .لأن الكلمة جعلتنا أمام تصور لشخص يمسك بشيء كالهرواة في مواجهة هذه المشاعر مما يجعل للحالة تصورًا حزينًا ينبُع من هذه المفارقة.هنا الفعل تنهال تعبير عن الاندفاع في التعبير عن مشاعره بشكل غير مناسب والعشوائية تعبر عن الكيفية التي عبر بها .لهذا تكون العشوائية كلمة مائعة هل هو التعبير عن الحب بشكل فج؟ أم هو جرح المشاعر بشكل مباشر متعمد (طُرُبش) أم الأخطاء غير المقصودة ؟؟ ميز هذا النص هذا التضاد التام بين الحالتين وهذا التضاد يعطي للإحساس قوة تؤثر في النص بشكل أكثر.
----------------------

منع


حين رحلت

أدرجوني على قائمة الممنوعين من الدخول إلى مدن الأفراح

وكتبوا على قلبي

" مغلق للأبد"
ربما أعد هذه الخاطرة عادية نوعًا ما لأن مصطلحاتها رغم ابتكاريتها مكررة ولكن بشكل عام يميزها الاستخدام للغة الحياة اليومية في الإطار الوجداني أو العاطفي وهذا يجعل لهذه الكلمات عنصر المفاجأة كما أنه يشعِر المتلقي بمدى توغل هذه المصطلحات في إطار يُنتفى عنه ما كان يسمى بالصياغة الإبداعية أو الشعرية.لكن المفارقة في الكلمة عندما رحلت فهذا تعبير عن الشماتة وكذلك الاستدراك لتصير الشماتة (الفرحة)غير مكتملة .وهذا يؤدي إلى الشعور بإثارة المعنى وحيويته ، فرغم أن الأسطر قليلة إلا أنها جعلت توقعات القارئ تتحول يمينًا ويسارًا مع الألفاظ المستخدمة. إنها صرخة أنثوية تقليدية تقول منها إن الرجال بوابة نكد ، فلا وجودهم يسعد ولا غيابهم يسعد .(لا منهم ولا كفاية شرهم).

----------------------

تحذير


احذر فالصمت حين يدوي

يحدث زلزلة

اللــــــــه! ما أجمل هذا التعبير ! الجميل فيه استخدام الكلمات بشكل متناقض ليكون الصمت مدويًا من خلال إحداثه القلق في نفس المخاطـَب ..ترى هل الصمت سيتبعه شيء مخيف أم أنه سيمربخير ؟لعل هذه الزلزلة يعبر عنها المثل المصري(وقوع البلى ولا انتظاره)وكان صغر الخاطرة بشدة متناسبًا مع كلمة التحذير .
-----------------------

نفاق


ارتدي قناعك

فأنا أمرعبر الطرقات

كي لاأفاجأ بوجهك القبيح
جميل للغاية التلاعب بالدلالات ، وهذه الرؤية المختلفة تعطي للمتلقي شعورًا بالنظرة غير التقليدية ، فمن المنطقي أن يحب الواحد وضوح الآخر حتى لا يخدعه ، لكنه ها هنا من قبحه وشدة سوئه تمنيت ارتدائه القناع .الوجه والقناع تعبير بلا شك عن الحب وليس عن الوجه الحقيقي ..ومن هنا نجد أننا أمام شخصية من شدة قبحها كان القناع أرحم من وجهه الحقيقي ! إنها صورة تعكس عنف الأذى من هذا الآخر (الرجُل) والذي حاصر المرأة بأحد أمرين خيرهما شر وأحلاهما مر وأنفعهما ضر ..القبح أو النفاق.فكأنما هو يتربع بينهما ليس له مكان سواهما!!!!
--------------------------

نداء


تحتدم الذكريات

تطرق على بابي الموصد

تريد القفز إلى أوراقي

كي أبدأ جولتي اليومية

بالنداء عليك
كأنها الأنثى تقول بلسان الحال(لا أحبك ولا أقدر على بعدك) فبعد هذا التتالي لمشاعر الغيظ نجد المبادأة منها هي وكأنها تعبر عن طبيعة الشغب الأنثوي أو حب المراوغة أو الاستدراج الطبيعي للثأر.الأفعال المضارعة تحتدم -تريد -تطرق -تبدأ .كلها أتت في عدد قليل من الأسطر مما يُشعِر القارئ بالتجدد المستمر لها، كما أننا لا نجد ضمير المخاطبِ حاضرًا كأنها إشارة إلى تعميمه وهذا التعميم يفيد ما يشابه التنكير(يكون نكِرَة)فهو ليس لمحبوب بعينه وكأنما هي طبيعة كل محبوب من الرجال.كان تشبيه الذكريات بالإنسان من حيث القفز والتزاحم والإرادة عنصرًا جيدًا يجعل من هذه الأفعال أداة لتوسيع هذه الدلالات بحيث لا تكون معبرة عن دلالات مادية وإنما تتعداها لجوانب إنسانية أكثر تواجدًا في حياة الفرد.

-----------------------------


عمل رائع لا أجد إلا أن أحييك عليه وأقول لك دمت مبدعة دائمًا وفقك الله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 09-03-2010 الساعة 02:57 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس